إنفتاح رئيس الجمهورية على دور الاحزاب يتطلّب منهم مساندة فعلية للعهد

joseph aoun

“عهدي هو عهدكم، ورش العمل كثيرة وهي من مسؤوليات النواب والوزراء والقضاء والأحزاب والمجتمع المدني، عهدي أن أعمل مع هؤلاء جميعاً للدفاع عن المصلحة العامة وحقوق اللبنانيين أفراداً وجماعات، وأن نثبت للعالم أنه لا وجود لكلمة فشل في القاموس اللبناني، هذا زمن السلم والوعي والعمل والتضامن بينكم، لا فضل لطائفة على أخرى ولا ميزة لمواطن على آخر، هذا عهد احترام الدستور وبناء الدولة وتطبيق القوانين، هذا عهد لبنان”.

هذا جزء بسيط من خطاب القسم، الذي تلاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فور إنتخابه أمام كل اللبنانيين والعالم، حيث دعا الى مشاركة الجميع في عملية النهوض بلبنان كي نحقق الوطن الذي نحلم به جميعاً.

هذه الدعوة التي أطلقها الرئيس عون الى الاحزاب اللبنانية، مطالباً بطريقة غير مباشرة الى تخلّي البعض عن الولاء الخارجي، واعادة هيكليته على المسار الوطني اللبناني، والخروج بلبنان من لعبة المحاور واعادة برمجة اهدافها، والمساعدة على تحسين الواقع السياسي من باب التصدّي للمحاصصة السياسية والطائفية والفئوية والخطاب الديني ، كمدخل أساسي لإعادة بناء الدولة على اسس العدالة الإجتماعية والكفاءة، وهو ما يفرض على الأحزاب العمل المتواصل من أجل هذا الهدف.

في الانتظار، الأحزاب اللبنانية مدعوة للمشاركة في إنجاح العهد ومدّ  الايادي، لرسم خارطة طريق جديدة تطلق العنان لحوار بنّاء، من الضروري ان ينتج توافقاً يمحي كل الانقسامات والسجالات والتناحرات، وإستخلاص العبر من التجارب السابقة على مدى عقود من الزمن، أطاحت خلالها بكل اسس التفاهم المطلوب.

نداء الرئيس القائم على مشاركة الجميع في بناء مسيرة الدولة، أعطى إنطباعاً إيجابياً  ووضع كرة الاصلاح في ملعب الجميع، وخصوصاً الاحزاب المسيحية التي لطالما نادت بذلك، الامر الذي يطرح أسئلة عن دورها الانقاذي في هذه المرحلة الهامة والدقيقة من تاريخ لبنان؟، لذا فالمطلوب اليوم وقفة تضامنية حقيقية مع العهد، وليس الاكتفاء بالبيانات الداعمة والمؤيدة والزيارات الى قصر بعبدا، من دون البدء بعمل فعلي على الارض، وهنالك مخاوف من مواصلة خلافاتهم التي تطغى على كل شيء، فيما نرى بعضهم يناقض نفسه، اذ ينادي بتقوية القرار المسيحي، وفي الوقت عينه نجده بعيداً عن ذلك، لذا حان الوقت لفتح كل الدروب المقفلة للوصول الى الحلول، والى وقف” لطشات” البعض والسير على خط المعارضة، لانه محتاج الى إعادة شعبيته التي أسقطها بنفسه بسبب بعض “التخبيصات”.

الرئيس عون الذي يحظى بدعم المجتمعين العربي والغربي، يحتاج أيضاً الى دعم كل الاحزاب والاقطاب اللبنانيين، لا بالصور والمصافحات  بل بإنتهاء صراعاتهم السلطوية، والعمل الجماعي ضمن عنوان واحد هو “مصلحة لبنان اولاً”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: