لم يعد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل شاغل الناس والسياسيين، كما كان في عهد عمّه الرئيس السابق ميشال عون، لانه بات وحيداً سياسياً فلا حلفاء بل مجموعة خصوم، قلبوا وضعه رأساً على عقب، فإنقلبت معه كل الاوراق السياسية، لتسقط العنجهية بالضربة القاضية، بعدما تلقى ضربات سياسية وسيناريوهات حُبكت من وراء ظهره بطريقة “مبكّلة”.
فكان الخاسر الأكبر وبطريقة غير مسبوقة، على الرغم من تبجّحه الدائم بالانتصارات الوهمية، التي يصدّقها وحده الى جانب كل العونيين، لكن هذه المرّة كان المرمى البرتقالي مليئاً بالسقطات، التي أتت من الحليف الأصفر ومن تحت الطاولة، وبالتضامن والتكافل مع خصوم باسيل وما أكثرهم…
هذه الصورة المأساوية التي رسمت دروب باسيل الجديدة، جعلته ينطلق نحو المعارضة مع امنية كبيرة بترؤسها، لذا سيتسعين بتاريخ 14 آذار لإطلاق الخطابات النارية والرنانة على مسمع مؤيديه، الذين يتضاءلون يوماً بعد يوم بعد عقود من الضياع، على وقع وعود وشعارات ومبادئ لم يتحقق منها اي شيء، بل بقيت في مواقعها تبكي على أطلال “التيار البرتقالي” الذي يتحضّر لقراءة جديدة لسياسته وترتيب أولوياته.
لذا وإنطلاقاً من هنا فالجمهور العوني موعود بإطلالات سياسية جديدة لإعادته الى الساحة بـ”لوك” معارض، يبدأ الجمعة 14 آذار من اوتيل الحبتور، ويوم الاحد 16 الجاري يعقد باسيل خلوة سياسية لـ”التيار” مع السلطة التنظيمية لإعلان التعيينات القيادية الجديدة، وانطلاق مرحلة التحضير للعودة بقوة، وإطلاق نفسه زعيماً للمعارضة لأول مرّة،علّ الشعبية البرتقالية تعود الى قواعدها، متناسياً بأنّ الشعبية اليوم تحط رحالها في قصر بعبدا، حيث موقع الرئيس جوزف عون الذي يحظى بشعبية غير مسبوقة ومن مجمل الطوائف وخصوصاً المسيحية.
الى ذلك ووفق المصادر سيطلق باسيل خطاباً مع نبرة عالية وصرخات سياسية ورسائل الى الداخل بصورة خاصة، معلناً خارطة طريق توضح تموضع “التيار” في المرحلة المرتقبة، من دون ان يوفر أحداً من هجومه وتحميله المسؤولية، مع إعادة فتح القبور مع “القوات اللبنانية” كالعادة، والهجوم المتكرّر على الدكتور سمير جعجع، بالتزامن مع “لطشات” لجميع الافرقاء، وإظهار “التيار الوطني الحر” الضحية الاولى وسط كل ما جرى ويجري.
ولن تغيب التحضيرات للانتخابات البلدية والنيابية عن كلام باسيل، لإعطاء المعنويات أولاً لجمهوره ومناصريه الذين يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي كل ليلة، منادين بعدم التحالف مع أحد لانّ الكل يريد الإستفادة من “التيار” على حدّ قولهم.
بإختصار الموعد بعد ايام مع تيار جديد سيتربّع على عرش المعارضة، والاهداف معروفة بالتأكيد، وقد إنطلقت عبر تغريدات بعض النواب العونيين، الذين هاجموا العهد وخصوصاً رئيس الحكومة نواف سلام.