شهد عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة العديد من مدربين الذين تراجعت أسهمهم بسبب فترات تدريبية غير ناجحة مع مختلف الأندية في الدوريات الأوروبية الكبرى، لكنّ بعضهم تمكن من استعادة مكانته وإثبات جدارته من جديد.
من هؤلاء، مدربون سابقون لأندية كبرى مثل أرسنال، تشيلسي، ومانشستر يونايتد، الذين استعادوا بريقهم في أماكن أخرى، متغلبين على الانتقادات والشكوك، ليؤكدوا أنّ الفشل لا يعني النهاية، وأنّ الإصرار يمكن أن يُعيد أي مدرب إلى القمة ودائرة الضوء.
وإليكم في التقرير التالي أبرز المدربين الذين حققوا نتائج إيجابية في الآونة الأخيرة، بعد تجارب تدريبية لم يكتب لها النجاح:
فرانك لامبارد
أثار تعيين فرانك لامبارد مدرباً لنادي كوفنتري سيتي في تشرين الثاني 2024 استغراب الكثيرين، إذ رأى البعض أنه يحصل على الفرص بسهولة رغم إخفاقاته السابقة.
وفشل المدرب البالغ من العمر 46 العاماً في قيادة ديربي كاونتي للصعود العام 2019، ولم يحقق نجاحاً يُذكر مع تشيلسي قبل إقالته العام 2021، كما أخفق في تجربة إيفرتون، وأخيراً قدم واحدة من أسوأ الفترات التدريبية الموقتة عند عودته إلى النادي اللندني.
لكن الواقع يختلف بعض الشيء حالياً؛ فرغم أنه لم يتجاوز التوقعات، لكن لم يكن بالفشل الذريع الذي صوّره البعض، فمنذ توليه تدريب كوفنتري، فاز لامبارد في 9 من آخر 10 مباريات، مما دفع الفريق إلى مراكز التصفيات المؤهلة للصعود، وإذا استمر هذا الأداء، فسيتعين على كثيرين إعادة تقييم قدراته التدريبية.
أولي غونار سولشاير
مع استمرار تراجع مانشستر يونايتد بعد رحيله، بدأ البعض ينظر الى فترة المدرب النروجي أولي غونار سولشاير مع الفريق نظرة أكثر تعاطفاً، لكن رغم إنهائه الدوري الإنكليزي في المركز الثاني، والوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي، تعرّض المدير الفني للإقالة في تشرين الثاني 2021 بسبب هزائم عدة محرجة رغم امتلاكه فريقاً باهظ التكلفة.
بعد رفضه عروضاً عدة، قرّر سولشاير أخيراً العودة إلى التدريب من بوابة بشيكتاش التركي، ليبدأ مشواره بقوّة، محققاً 7 انتصارات في أول 9 مباريات.
ديفيد مويس
بعد فترته الناجحة مع إيفرتون في العقد الأول من الألفية، تراجعت أسهم مويس عقب فشله في خلافة السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد، بحيث أُقيل بعد أقل من العام، ثم جاءت تجربة غير موفقة مع سندرلاند وهبوط الفريق تحت قيادته، بالإضافة إلى تجربة باهتة مع ريال سوسييداد.
لكن عندما عاد مويس إلى وست هام في 2019، قوبل القرار بانتقادات، لكنه أثبت جدارته بقيادة الفريق إلى ثلاث مشاركات أوروبية متتالية، وحقق أول بطولة في مسيرته عندما فاز بدوري المؤتمر الأوروبي العام 2023. نجاح المدرب الإنكليزي المبكر في ولايته الثانية مع إيفرتون في الالعام الجاري 2025 لم يكن مفاجئاً، فقد أصبح أخيراً يحظى بالاحترام الذي يستحقه.
نونو سانتو
عانى المدرب البرتغالي من تجربة مخيبة مع توتنهام رغم نجاحه السابق مع ولفرهامبتون، إذ قاد “الذئاب” الى الصعود والمشاركة في الدوري الأوروبي.
وفي الوقت الذي كان فيه الـ”سبيرز” يعاني في الدوري الإنكليزي، استعاد سانتو بريقه في الدوري السعودي مع نادي الاتحاد، ثم عاد لإنقاذ نوتنغهام فورست من الهبوط، ليقودهم لاحقاً إلى منافسة مفاجئة على مقاعد دوري أبطال أوروبا.
أوناي إيمري
رغم فوزه بألقاب عدة في الدوري الأوروبي مع إشبيلية وفياريال، تعرّض إيمري للسخرية في إنكلترا بعد فترته مع نادي أرسنال في موسم 2018-2019.
لكن عندما تولى قيادة أستون فيلا في العام 2022، أثبت أنه مدرب من الطراز الرفيع، إذ قاد الفريق من منطقة منتصف الجدول إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا، ليصبح الآن أحد أكثر المدربين الذين يحظون بالاحترام والتقدير في الدوري الإنكليزي.