كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
ترددت في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية أخيراً، تصاريح عن مسؤولين اسرائيليين واخبار صحافية، مفادها بأن رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب من المواقع الاستراتيجية، التي ماتزال تحتلها في الجنوب، استنادا الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه الخريف الماضي لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، الضغط على لبنان لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، او الوصول إلى تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية، كما هو حاصل مع بعض الدول العربية، او في الحد الأدنى التوصل الى ترتيبات امنية بالمرحلة الأولى. وبالرغم من طرح هذه المواقف والاخبار في وسائل الإعلام، بالتزامن مع تطورات الأوضاع جنوبا، الا أنه لم يصدر اي موقف رسمي إسرائيلي، يتبنى هذه الطروحات، في حين تراجعت الصحف الإسرائيلية عن وجود أي طلب إسرائيلي بهذا الخصوص.
ولكن اللافت في غمرة هذه المواقف والأخبار، الموقف الذي اعلنه، المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ترجيحه انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات السلام مع إسرائيل لاحقا، وهو الموقف الذي اعتبره البعض بأنه، يعبر عن موقف الإدارة الأميركية الجديدة، التي تسعى لتوسعة اتفاقيات التطبيع الإسرائيلي التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى، مع عدة دول عربية، يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار.
وفي حين ينفي أي مسؤول لبناني علمه، بتلقي لبنان أي طلب أميركي بخصوص عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، او بإقامة أي علاقات تصبّ في هذا الهدف، لا يُسقط البعض من حساباته، بأن ما قاله ويتكوف بهذا الخصوص، ليس من بنات أفكاره وبمبادرة شخصية منه، بل يعبر عن سياسة وموقف الإدارة الأميركية، وهو يسعى للترويج لهذه السياسية، انطلاقا من موقعه ودوره لتحقيق هذا الهدف.
ولكن بالرغم من النفي اللبناني الرسمي بتلقّي أي طلب أميركي بخصوص عقد اتفاقية بين لبنان وإسرائيل، وصدور مواقف مبعثرة، ترفض عقد لبنان أي صيغة من الصيغ المطروحة للسلام مع إسرائيل، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار، ما يتردد من مواقف ومطالبات أميركية من لبنان، والانكباب على صياغة رد لبناني رسمي وموحد، يصدر عن مجلس الوزراء، يرفض هذا الطرح، ليقطع الشك باليقين، ويضع النقاط على الحروف، والا تبقى الشكوك تراود اللبنانيين، بأن لبنان تبلغ بالفعل طلب الإدارة الأميركية، لعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأن التريث بالإعلان عن ذلك، لتجنب الانفعالات وردود الفعل السلبية عليه في الوقت الحاضر.