كتبت صونيا رزق
46 عاماً مرّت على حادثة بوسطة عين الرمانة، التي أطلقت شرارة الحرب على أرض لبنان في 13 نيسان 1975، الذكرى لا تزال راسخة في أذهان الذين عايشوها، حيث قدّر لهم أن يروا بأم أعينهم كيف إنهار وطنهم ، ووقع في مستنقع حرب الآخرين الذين خططّوا لكي يصبح لبنان وطناً بديلاً عن فلسطين التي سُلبت ، لكن حلمهم قوبل بالتصّدي لكل الطامعين بهذا البلد، وهذا التصّدي لا يزال قائماً حتى اليوم ضد تداعيات، يستمر اللبنانيون بدفع ثمنها، منذ عبور تلك البوسطة منطقة عين الرمّانة في ذلك التاريخ لإفتعال حادث، بحيث أطلق ركابها النيران الكثيفة أمام كنيسة سيدة الخلاص في يوم إفتتاحها من قبل الرئيس المؤسس لحزب الكتائب بيار الجميّل، فتحوّلت من خلال رصاص الفلسطينيين الى شاهدة على الحرب، التي ذاق في خلالها اللبنانيون الأمريّن في حروب متنقلة ومختلفة الوجوه.
13 نيسان بما يحمله من تاريخ أسود على لبنان واللبنانييّن، يوم لا يُنتسى دُق فيه ناقوس الخطر على الدولة، التي تزعزعت عند أول رصاصة وإنقسمت، والمشهد لا يزال حاضراً لان التاريخ يعيد نفسه دائماً في لبنان، الذي عايش سلسلة حروب داخلية كانت تتحّضر في الخارج، وينفذها اللبنانيون بأيديهم تحت عناوين متكرّرة، فيقعون دائماً في فخها وهي الطائفية والمذهبية، ومع ذلك يردّدون لغاية اليوم مقولة : " تنذكر وما تنعاد"، لكن يا خوفنا من عودتها في ظل كل هذه الإنقسامات والخلافات السياسية، لأنهم لم يتعلموا شيئاً من أخطاء الماضي الأليم ، فالمتاريس العسكرية تحوّلت الى سياسية، ما يجعلنا نأسف ونترّحم كل يوم على الشهداء والضحايا والمعوّقين، لانّ الوطن لا يزال سائراً على دروب الجلجلة لغاية اليوم، ولعّل الذكرى تصبح عبرة، فتشّكل حافزاً لدى كل اللبنانيين ليكونوا جميعهم على مستوى المسؤولية الوطنية، فيضعون مصلحة بلدهم فوق كل إعتبار، كي لا تبقى المتاريس السياسية متأهبة دائماً في ما بينهم!
