بعد هبوب رياح التغيير في لبنان التي بدأت مع انتخاب العماد حوزاف عون رئيساً للجمهورية، وألقى خطاب القسم الذي سمُع صداع في الضاحية وبيروت ولبنان والعالم، وركّز فيه على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، لا سيّما سلاح الحزب والمخيّمات الفلسطينية.
وتشير مصادر ديبلوماسية عبر “LebTalks” الى ان صدى الخطاب بالطبع لم يلق اي استحسان لدى حاملي السلاح الذين بدأوا حملتهم على الرئيس عون ومن ثم على الرئيس نواف سلام الذي سرعان ما أعلن بعد انتخابه عن سقوط ثلاثية جيش وشعب ومقاومة، وهذا ما شدد عليه البيان الوزاري للحكومة، وبالتالي طالت الحملة سلام أيضاً الى حدّ تخوينه ووصفه بالصهيوني.
وأكدت المصادر أن وزير الخارجية يوسف رجّي لم يسلم من سهام الحزب بعد تصريحاته الأخيرة المنددة بالسلاح وبوجوب تطبيق القرارات الدولية، وبالتالي بدأ الحزب حملته عبر وسائل التواصل الإجتماعي ووسائله الإعلامية خصوصاً المنار، التي عمدت الى نشر تقرير حول تصريحات رجّي ومسؤولين في القوات ووصفتها “بالامسؤولة”.
وحول عمل الجيش اللبناني على الأرض، تلفت المصادر الى أن الجيش يقوم بعمله على أكمل وجه خصوصاً مع إغلاق المعابر غير الشرعية ودهم الأنفاق، وما حصل أخيراً على الحدود يعكس عدم رضا البيئة الشيعية على الجيش، كما تؤكد المصادر أن قيادة الحزب تعي تماماً بنود الاتفاق التي وقعت عليه من خلال “الأخ الأكبر” الرئيس نبيه بري، ولكن البيئة الشيعية اليوم غير مقتنعة بوجوب تسليم السلاح وهذا الأمر يعكس التخبط الواضح في قيادة الحزب بين الشيخ نعيم قاسم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
لذلك تختم المصادر حديثها بالقول إن الحملة على رجّي اليوم ليسمع عون وسلام موقف البيئة الشيعية على تربّت على مفهوم السلاح وفائض القوة، والمسألة مسألة وقت لتعي تماماً ألا صوت سيعلو فوق صوت الدولة والقانون والمؤسسات.