الخطيب: نقف إلى جانب العهد لتحرير الأرض

khatib

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبتي عيد الفطر، صبيحة اليوم الاثنين في مقر المجلس طريق المطار، وأدى صلاة العيد، وقال في الخطبتين:

وقال الخطيب: "الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، ونصلي ونسلم على نبيه وخاتم رسله وانبيائه وعلى اله الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والشهداء والصديقين. ما احوجنا اليوم الى العمل بهذه الوصية وصية امير المؤمنين (ع) التي جمع فيها أهم  الصفات التي على المؤمن ان يتمتع بها،  والاجتماع الاسلامي ان يكون عليه تطبيقا لها، فأين المسلمون اليوم من هذه الوصية التي اهملناها وتمسكنا بالقشور منها، بينما يجب ان تكون محفورة في العقول والقلوب والصدور وبين الاضلع، فآثرنا اتباع الهوى وضللنا الطريق، فكم منا من يحفظ هذه الوصية واين هو مبلغ اهتمامنا بها وبمضامينها، فلن يكون صلاح للامة الا بالرجوع اليها، والتي لن يصلح آخرها الا بما صلح به أولها، واقول للمدافعين والمتمسكين بواقعها والواقفين حاجزاً امام إصلاحها، هل يرضيكم ما  عليه حالها من التفرقة والفشل والضِعة والتبعية والذل امام اعدائها والطامعين بها، وهل دعاكم ما انتم عليه من الشعور بالخذلان لقضاياكم الى العمل لتغيير واقعكم، فأصبحتم يُغار عليكم ولا تغيرون، فيا عجبا من جد هؤلاء القوم فى باطلهم، وفشلكم عن حقكم".

أضاف: "اننا مع ايماننا بوحدة الامة لا نقف موقفاً سلبياً من تعدد كياناتها بهذا الشرط الذي تحدثنا عنه، وهو عدم التدخل لاي منها في شؤون الاخرى الداخلية، ولكن مع مسؤولية الجميع عن حفظ مصالحها الاستراتيجية التي يجب ان تكون سقفا للمصالح الوطنية. ومن هنا فإننا متمسكون بوحدة الكيان اللبناني ارضا وشعبا، والذي يفترض في الشعب اللبناني ان يكون مجمعاً عليه. اما المصالح الاستراتيجية ومنها تحرير فلسطين ومقدساتها وتحرير قدسها، فهي مسؤولية الامة جمعاء، مسؤولية عربية واسلامية . ومن المؤسف ان يحاول البعض في الداخل اللبناني ان يُعطي للعدو الذرائع ليقتل ويدمر ويعتدي ويستمر في الحرب على لبنان، ويتهم المقاومة بخرق الاتفاق، فيما القوات الدولية والامم المتحدة والرئيس الفرنسي وفخامة رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة، يبرؤون المقاومة ويقرون بأن العدو هو من يبادر للعدوان ويستمر في الحرب ويتهرب من تنفيذ الاتفاق. لذلك فإن على الحكومة اللبنانية والقضاء مسؤولية استدعاء هؤلاء والتحقيق معهم ومحاكمتهم بجرم التحريض على الفتنة والخيانة الوطنية، وإن التذرع بالقول ان هذا موقف سياسي، لا يُعفي هؤلاء من المسؤولية، ولا يبرؤهم من ارتكاب جرم التحريض على الفتنة والايقاع بين اللبنانيين وخيانة الامة وقوفاً وراء هذا الثوب الذي لا يستر عارياً. نحن متمسكون بإقامة الدولة العادلة والقادرة التي تحمي السيادة وتدافع عن الارض وتحمي كرامة الشعب اللبناني، ولنا الثقة بالعهد، نقف الى جانبه وأمامه وخلفه لتحقيق هذه الغاية، تحريراً للارض واعادةً للإعمار، فمن حق لبنان دولة وشعباً تحرير أرضه المحتلة وبناء ما هدمه العدو بأي طريق من الطرق المتاحة فإن تحقق التحرير ودفع العدوان المستمر بالطرق الدبلوماسية فهو ما نتمناه وان لم تفلح الطرق الدبلوماسية فمن واجب الدولة استخدام اي اسلوب يحقق هذه الغاية بما فيها استخدام القوة والاستعانة بشعبها وما يمتلكه من قدرات بما فيها المقاومة التي هي حق طبيعي للشعوب المعتدى عليها اقرتها الاديان والاعراف والمواثيق والشرائع والقوانين الدولية ولا يستطيع احد ان يسلبها هذا الحق او ان يمنعها من استخدامه فهو حق الهي انساني قانوني وعرفي للافراد والجماعات والدول والشعوب عبّر عنه فخامة رئيس الجمهورية بصراحة يستحق منّا كل الاحترام والتقدير، ومن يريد ان يتخلى عن حقه ويستسلم لإرادة العدو ويرضى لنفسه حياة النعاج بين الوحوش فهو يتخلى عن انسانيته وكرامته ولا يحق له ان يفرض خياره وموقفه على الاخرين المتمسكين بكرامتهم وحقهم وانسانيتهم اولوياته ومسؤولياته كما ان من مسؤولية الدولة، اعادة الودائع الى اصحابها والا يكونوا ضحية للفساد ويحملوا وزر الفاسدين وان يكون الحل على حسابهم".

وختم الخطيب: "أسأل الله ان يعيد هذه المناسبة على اللبنانيين والعرب والمسلمين بالوحدة والقوة والمنعة، وبالأخص على الشعب الفلسطيني واللبناني بالخلاص من هذا العدو المجرم، وان يرحم الشهداء، شهداء غزة والضفة وشهداء لبنان والأمة، ويُعجّل في شفاء الجرحى وان يُعيد الاسرى الى اهلهم وذويهم، ويتقبل منهم جهادهم وآلامهم وآلام اهالي الشهداء وأسرهم.  وان يعيد علينا شهر رمضان ويتقبله منا بافضل القبول، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: