كتبت هيام عيد
لم يتطرّق البطريرك الماروني بشارة الراعي في زيارته الأخيرة إلى قصربعبدا إلى الملف الحكومي من زاوية مبادرته التي اصطدمت بحائط من التعنّت والرفض من قبل المعنيين، ولكنه ركّز، ووفق معلومات مستقاة من أوساط متابعة، على الواقع السياسي المتشنّج والوضع الإجتماعي المتدهور، وهو ما يقتضي تحرّكاً سريعاً وفورياً لإنقاذ لبنان، بصرف النظر عن كل الوساطات والمبادرات والحملات والإتهامات الأخيرة من قبل المعنيين بالتأليف.
وما لم يقله البطريرك الراعي، كشفته المعلومات بأنه قد بات على قناعة راسخة بأن ما من ذريعة من كل الذرائع المعلنة لعرقلة تشكيل الحكومة، تبدو قادرة على إقناع بكركي أو اللبنانيين باستمرار التأخير الحاصل في هذه العملية.
ومن هنا، فإن بكركي لم تعد تتوقّف كثيراً عند كل ما يتم الحديث عنه من عقبات وموانع "دستورية" أو مهما كان طابعها، تحول دون حصول توافق ما بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، على تشكيل الحكومة ووضع كل التباينات جانباً، وذلك على الأقل في ظلً الظروف الراهنة والتي تحتّم على كل مسؤول العمل بشكل دائم من أجل تجنيب البلاد والمواطنين كأس "الإنهيار".
وبالتالي، من الواضح أن مبادرة البطريرك الراعي، ما زالت قائمة، كما أن إصراره على السعي من أجل الخروج من حال الإنسداد الحالي، لم يتبدّل، وفق المعلومات التي تتحدث عن إحاطة كاملة لكل الملفات على الساحة الداخلية، وبشكل خاص الملف المعيشي، ومن هذه الزاوية يندرج تواصله مع الرياض من خلال سفيرها في بيروت وليد البخاري، وهي زاوية الحرص على إنقاذ العلاقات بين لبنان والمملكة، وتوازياً إنقاذ الإقتصاد اللبناني والمزارعين اللبنانيين الذين تعرّضوا لضربة موجعة بعد قرار وقف استيراد ومرور الإنتاج الزراعي اللبناني من قبل السلطات السعودية على أثر عمليات تهريب المخدرات في المنتجات الزراعية.
وتؤكد المعلومات، أن البطريرك الراعي مطّلع على كل تفاصيل الوضع الحكومي، ويتابع جولات الرئيس المكلّف التي تندرج في إطار الإهتمام بالشؤون اللبنانية، حيث تكشف عن اتصال بينهما غداة عودة الأخير من الإمارات، وبالتالي، فإن من شأن هذا التواصل مع بعبدا من جهة، وبيت الوسط من جهة أخرى أن يرفع من حظوظ عودة التواصل وفتح الخطوط تمهيداً لجولة مشاورات جديدة تصبّ في إطار ترميم الجسور بين الجهتين.