يبدو أن ملف تشكيل الحكومة دخل في نفق التأجيل اللامحدود بعد الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، ويرجح متابعون لهذا الملف أنه في الواقع يسير وبالتزامن على وقع مفوضات جنيف من جهة والمفاوضات السعودية – الإيرانية من جهة أخرى فتارة نراه يتحرك على نار حامية عندما تشهد إحدى جولات المفاوضات تقدما وتفاؤلا وتارة يأخذ نفسا عميقا من الجمود، وعليه فإن هذا الملف سيستغرق إنجازه أشهرا على أقل تقدير بصرف النظر عن تداعياته على أمن وحياة ومعيشة اللبناني وعن الأفرقاء المهتمين فعلا بهذه التداعيات .
وتؤكد المصادر أن المبادرة الفرنسية ماتت وأصبحت من الماضي وأن العقبة الأساسية هي داخلية لكن بأيدٍ خارجية ، أفرقاء لا مشكلة لديهم بأخذ لبنان نحو الإنتحار الجماعي بإنتظار إعادة خلط الأوراق الحاصل في المنطقة كي يتفاعلون معها، وسيكتشفون في النهاية أن الحل أتى على حسابهم وعلى حساب وطنهم الذي لا يزال في ذيل أولويات الدول المشاركة بعملية خلط الأوراق.
ووفق المصادر فإن مساعدات مؤتمر سيدر لم تلغ ولم تتوقف، وانما هي مجمدة، وحتى أنها لم تنقل لمكان آخر( أي لبلد آخر ) إلا أن إجراءات الافراج عنها صعبة بسبب الظروف والمطلوب تشكيل الحكومة أولا والمباشرة بتطبيق الإصلاحات ( التي باتت معروفة ) ثانيا للحصول على هذه المساعدات ، أما المساعدات حاليا فستنحصر بالاجتماعية والإنسانية فقط.
