شهدت العلاقات المصرية الأميركية في الآونة الأخيرة ما وصفه بعض المحللين بالصراع الصامت بين القاهرة وواشنطن. ورغم ما يتمّ تناقله في وسائل الإعلام، ظلّت قنوات الاتصال الرسمية بين الدولتين قائمة على أعلى المستويات، فيما لم تنقطع النقاشات بشأن التعاون الثنائي والإقليمي.
ومن بين الأسباب التي تناولها الإعلام في تفسير هذه التوترات، مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تمر السفن الأميركية مجاناً من قناة السويس، والانتشار العسكري الأميركي المكثف في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب مقترحه بشأن تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، فضلاً عن دعمه غير المشروط للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائي، الامر الذي أثار تساؤلات عن مدى تأثر العلاقات بين واشنطن والقاهرة.
في هذا السياق، قال مصدر في السفارة الأميركية في القاهرة إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، التي أدت دوراً محورياً في تعزيز الأمن الإقليمي على مدى أكثر من 40 عاماً، تزداد قوة يوماً بعد يوم.
وأضاف أن مصر كانت إلى جانب قطر، شريكاً مهماً للولايات المتحدة في التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة وضمان عودة الرهائن. كما أدّت دوراً قيادياً في السعي لإنهاء الحرب بالسودان، بالتعاون مع الولايات المتحدة.
واعتبر أن اميركا ومصر تربطهما شراكة ممتدة لعقود، ساهمت في بناء روابط اقتصادية وشعبية عميقة تتجاوز الإطارين العسكري والأمني التقليديين.
ولفت المصدر الرسمي الأميركي إلى مثال على ذلك بالقول: "انضمت السفيرة الأميركية هيرو مصطفى غارغ إلى مسؤولين مصريين في مكالمة مباشرة عبر الإنترنت مع شركات أميركية، بغية الترويج لفرص الاستثمار في قطاعات استراتيجية مثل الرعاية الصحية، الموانئ، البنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتابع: "قبل أسابيع قليلة، زار وفد يضم مسؤولين من وكالة ناسا جهات معنية بسياسات الفضاء في مصر، لمناقشة الأهداف المشتركة وفرص التعاون في مجال اقتصاد الفضاء الناشئ في مصر وأفريقيا. كما زارت السفينة الحربية الأميركية 'يو إس إس تروكستون' ميناء الإسكندرية الأسبوع الماضي".
وأشار إلى أنه في الأسبوع المقبل، ستقود السفيرة غارغ وفداً من رجال الأعمال المصريين إلى الولايات المتحدة لاستكشاف فرص الاستثمار.