ذكرى رحيل الحارس الأمين على لبنان…

sfeir

12  أيار 2019.. تاريخ رحيل الرجل الشامخ دائماً وابداً كأرز لبنان، البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الذي هوى واقفاً في سنته التاسعة والتسعين، حاملاً معه هموم ومتاعب لبنان التي ناضل من اجلها على مدى عقود وعقود من الزمن ولم ييأس، بل إستمر في نضاله حتى تحقق الاستقلال الثاني بعودة سيادة لبنان وحريته، بخروج جيش الاحتلال السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، بعد نضال لبناني كبير جمع مجمل الطوائف  والاحزاب في 14  آذار 2005، إستنكاراً لإغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل شهر من هذا التاريخ.

اليوم في الذكرى السادسة لغياب البطريرك صفير، نستلهم من صلابته وحكمته وعظاته كل الوصايا والتعاليم، لنستمر حاملين شعلة المقاومة من اجل لبنان، كيف لا وهو الحارس الدائم على الوطن حتى في مماته…

حمل ألقاباً عدّة أبرزها “بطريرك الاستقلال الثاني”، او تلك السنديانة التي تصدّت  للعواصف والرياح والمأسي، فبقيت شامخة ولم تهزّها المصاعب.

ناضل بصولجانه منذ تولّيه الكرسي الديني فحمل كل أثقال لبنان، فكان ذلك المقاوم بالكلمة الهادئة والرصينة، وذلك الصامت الاكبر  والمعبّر دائماً بكلمات معدودة: “قلنا ما قلناه ولسنا بنادمين”، إختصر كل العروش منذ تربّعه على الصرح البطريركي وإنطاكية وسائر المشرق، على مدى ربع قرن منذ العام 1986 وحتى العام 2011، حين تعب جسده ولم يتعب فكره فبقي لبنان في قلبه حتى مماته.

احتار أعداء لبنان من قوته أمام الصعوبات، فلم يلِن، ولم يساوم، ولم يتراجع، ولم يستسلم، ولم ينكسر يوماً أمام التحدّيات والضغوط، تشبّث بإيمانه، ولطالما ردّد: “إثبتوا ولا تخافوا”، كلمات خطّها البطريرك السادس والسبعون، فتباهى دائماً بتاريخ المسيحيّين: “إلتجأنا إلى المغاور والكهوف طوال مئات السنين، لنحفظ الإيمان وعبادة الله على طريقتنا، في هذه الجبال وعلى هذه الشواطئ، ولنحافظ على حريتنا”.

لا شك في انه بطريرك إستثنائي، جاهد من اجل الحق والقرار الحرّ، تصدّى بصمت عقلاني لإيصال الرسائل، وإطلاق الثورة السلمية التي حققت أهدافها بعيداً عن العنف.

نستذكر خسارتنا لتلك القامة الوطنية الدينية والإنسانية، لكن صدى كلماته ستبقى في وجداننا وقلوبنا وعقلنا، وبتمريره مشعل القيادة لخلفه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، تستمر مسيرة النضال من اجل سيادة لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: