البوصلة ما ضاعت أمس… القوات ستبقى الضمير الحي دوماً

5a081b3d-5ee1-40c4-b59e-1efdce8321c9

قد لا تفي كلمة “وقاحة” لتوصيف ما حدث البارحة في المشهد السياسي المأزوم وعلى أرض لبنان من شماله الى جنوبه وصولاً الى بقاعه، مع توافد الآف النازحين السوريين من طول البلاد وعرضها لتقديم واجب الولاء لرئيسهم “المفدّى”، حاملين صوره وأعلام سوريا- الأسد، في عرضات إستفزازية لمشاعر شريحة واسعة من اللبنانييين، تعيد المشاهد المؤلمة ومآسي الوصاية البعثية السورية على لبنان، ليكتمل هذا المشهد السوريالي من المسرحية الهزلية في السفارة السورية في اليرزة، حيث مارس “أشقاؤنا” الألداء واجبهم الوطني الديمقراطي وسط هتافات “بالروح بالدم نفديك يا بشار”، بسفاهة وصلت الى حد تباهي أحدهم أمام عدسات وسائل الإعلام بأنه”بَصَم” على جدول المقترعين بدمه.
مشهد البارحة المستفز لم يحرك ضمائر عفنة لأزلام نظام نكّل باللبنانيين لسنوات طوال، فكان لزاماً على القوات اللبنانية أن تكون ضمير كل اللبنانيين و صوت كل اللبنانيين، مسلمين و مسيحيين، فأظهرت بموقفها الصلب أنها تعبّر عن رأي وعن غضب كل مواطن متمسك بكيانه حراً سيداً ومستقلاً، وبالتالي تحولت القوات الى الصوت الصارخ في برية الإرتهان الى نظام جائر خرج ذات نيسان من الباب عسكرياً، ليعود من الشباك في حناجر سياسيين لبنانيين مرتهنين، ونازحين “منكوبين” يقاسمون أهل الأرض خيراتها لا بل يتفوقون أحياناً عليهم في الإستفادة من هذه الخيرات.
بالأمس كان من الواضح جداً أن ما حصل هو “ردة فعل” طبيعية من الأهالي الرافضين لإستباحة مناطقهم و بلداتهم و قراهم من قبل نظام له تاريخ وصولات وجولات بالترهيب والتهديد والوعيد.
بالأمس إستأثرت القوات اللبنانية بالمشهد السياسي فبرهنت أنها في وقت الخطر “قوات”، وأن حراسها لا يضيّعون البوصلة و”ما بينعسوا”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: