كتب عامر جلول
ما حصل بالأمس في قضية الإنتخابات السورية هو مسرحية لا قيمة لها، ولكن هذه المسرحية لها تفسيرات عدة.
التفسير الأول هو أن بعض “الشبيحة” الذين يمارسون تشبيحهم على الأراضي اللبنانية قاموا بإنتخاب بشار الأسد وإستفزاز الناس، هؤلاء لا بد من ترحيلهم من لبنان ليعودوا إلى أحضان نظام البعث.
التفسير الثاني هو أنه من أقترع لصالح النظام قد يكون مُرغماً بسبب تهديد هذا النظام لأهله في سوريا أو تهديده من قبل أحزاب الممانعة في لبنان وهذا معذور ولا لوم عليه.
أما بالنسبة للشعب السوري، فعلينا أن نفرّق بين النازح الهارب من بطش النظام وبين النظام نفسه وشبيحته، فنحن أصبحنا نشبه النازحين بسبب فقرنا ووضعنا السيء، وذنب هؤلاء أنهم قالوا لا للأسد فرّد عليهم :” الأسد أو نحرق البلد”.
خلافنا مع نظام البعث الأسدي ليس سياسياً كما يعتقد البعض، فالخلاف السياسي يكون على منصب وزاري أو موقع نيابي أو مشروع معين، خلافنا معه على الإنسانية نفسها، فهو لم يترك إنساناً قال لا إلا وأقدم على قتله أوخطفه، وقد قام بمجازر فظيعة في سوريا إحداها ضرب الغوطة بالكيماوي، فكيف لنا أن نقبل أن نرى أعداداً من السوريين المرتهنين لنظامهم، وإن تعددت الأسباب، يذهبون كي ينتخبوا سفاحاُ وقاتلاً؟
لبنان وعلى رغم كل مشاكله لا يقبل أن يستقبل هذه العينات التي تنتخب مَن سفكَ وسبَح في دماء شعبه.