حدد انتخاب الامام المغيب موسى الصدر رئيساً بالإجماع للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في 23 ايار من العام1969 ، نقطة البداية الشيعية السياسية في لبنان، ورسم خارطة الطريق الوطنية والتي حملت ثوابت لا يزال يلتقي عليها غالبية اللبنانيين من كل الإنتماءات الطائفية والسياسية . فالامام الصدر وقف بوجه كل مخططات اشعال الحرب الطائفية في لبنان وفضح اكثر من سيناريو خارجي لتقديم لبنان ساحة للصراع العربي الفلسطيني ووطناً بديلاً للشعب الفلسطيني وقد دفع ثمناً غالياً لجهاده ضد أعداء لبنان وشكل تغييبه مجالاً لهؤلاء لتفجير الحرب الاهلية كما الحروب المتنوعة على الارض اللبنانية والتي تستمر اليوم ولكن وفق مظاهر مختلفة.
المجلس الاسلامي الشيعي اليوم يعبر عن المناخ الشيعي العام والمتماهي مع خط ولاية الفقيه في كل المجالات وليس فقط على المستوى الديني.
ومن هنا فإن خارطة طريق الشيعية السياسية تحولت إلى خارطتين لا يوحدهما إلا الصراع مع العدو الإسرائيلي، بينما لا تزال الأولى تقارب الوطن من ضمن ثوابت الإمام الصدر الوطنية اللبنانية، ومن ضمنها العيش المشترك والعدالة والمساواة بين كل اللبنانيين ، والثانية تضع في الأولوية انتماءها الى ولاية الفقيه في إيران، وبالتالي تنسج علاقاتها مع سائر القوى المحلية وتحدد خطواتها وفق روزنامة إقليمية وليس لبنانية.
الإمام المُغيّب، علامة فارقة في تاريخ لبنان الحديث، علّ من يرفعون بيرقه اليوم يستلهمونه بحق.