بحث الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، التطورات في سوريا وعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتعاون الدفاعي.
والتقى إردوغان بالشرع في المكتب الرئاسي بقصر دولمة بهشة، في إسطنبول، اليوم السبت، وبحضور وزيرَي الخارجية والدفاع التركيين، هاكان فيدان ويشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، ورئيس مستشارية الصناعات الدفاعية خلوق غورغون.
كما حضر اللقاء من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، والدفاع مرهف أبو قصرة، وعدد آخر من المسؤولين.
تعد زيارة الشرع لتركيا، والتي لم يسبق الإعلان عنها، الثالثة بعد أول زيارة رسمية قام بها لأنقرة في الرابع من شباط الماضي، فيما كانت الزيارة الثانية للشرع قد جرت يوم 12 من نيسان الماضي، حيث التقى إردوغان على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في جنوب تركيا.
وبحسب مصادر تركية، أكد الرئيس التركي خلال المباحثات استمرار دعم تركيا للإدارة السورية في مختلف المجالات من أجل تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.
وتناولت المباحثات التعاون الدفاعي التركي مع الإدارة السورية الجديدة، والدعم التركي لدمشق في مجال مكافحة الإرهاب، وخطوات تنفيذ الاتفاق الموقع بين دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي هذا السياق، قالت المصادر إن المباحثات تناولت أيضاً الهجمات الإسرائيلية المستمرة في سوريا، والتي تهدد استقرار سوريا والمنطقة، إلى جانب مسألة رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا والخطوات التي ستُتخذ في هذا الصدد.
تأتي زيارة الشرع لإسطنبول ومباحثاته مع إردوغان بعد أيام قليلة من زيارة رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، إلى دمشق، الاثنين الماضي، حيث أجرى مباحثات مع الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس المخابرات السورية حسين السلامة، وركزت على مسألة دمج عناصر "قسد" في الجيش السوري، على غرار المجموعات الأخرى بعد إلقاء السلاح، وأمن الحدود والمعابر الجمركية، وتسليم السجون والمعسكرات التي تُحتجز فيها عناصر "داعش" إلى الحكومة السورية.
كذلك، تم التأكيد على استعداد تركيا لتقديم جميع أنواع الدعم اللازم لحكومة دمشق في هذه العملية، كما تمت مناقشة مسألة رفع العقوبات عن سوريا والقرار الأميركي الأخير، مع التشديد على ضرورة رفع جميع أشكال العقوبات.
وكان إردوغان، قد دعا يوم الخميس الماضي، الحكومة السورية لتنفيذ اتفاقية دمج "قسد" المدعومة أميركياً، والتي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب "العمال الكردستاني"، في الجيش السوري ومؤسسات الدولة.
وقال: "نتابع عن كثب قضية "وحدات حماية الشعب الكردية" بشكل خاص. ومن المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن تلك المسألة".
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده، وكذا سوريا والعراق والولايات المتحدة، شكّلت لجنة لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم "داعش" في معسكرات الاعتقال بشمال شرقي سوريا التي تديرها قوات "قسد" منذ سنوات.
وأضاف إردوغان أنه يتعين على العراق التركيز على مسألة المخيمات لأن معظم النساء والأطفال في مخيم الهول من السوريين والعراقيين، ويجب إعادتهم إلى بلادهم.
وضمن هذا الإطار، أشار حضور وزير الدفاع التركي يشار غولر، والسوري مرهف أبو قصرة، ورئيس الصناعات العسكرية التركية خلوق غورغون، إلى البدء في بلورة وتفعيل خريطة للتعاون الدفاعي بين أنقرة ودمشق، بعدما تردد منذ أشهر أنهما بصدد توقيع اتفاق يقضي بإقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا.