يحرص موقع LebTalks ، انطلاقاً من دوره الاعلامي والوطني، على احترام كل اللبنانيين، بتلاوينهم السياسية والفكرية والثقافية كافة. وعليه، وفي عيد التحرير، تبرز بعض العناوين الاساسية، وهي موضع إنقسام وتخوين على الساحة اللبنانية.
بدايةً، ليس من لبناني، مهما اختلفت رؤيته وتوجهاته وعقيدته السياسية والايديولوجية، لا يحترم ويُقدّر الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي. وهذه المواجهة التي أوصلت لاحقاً الى التحرير الذي نحتفل به اليوم، وسط صخب من المناكفات السياسية وما سبقها من استعراضات وتحديات تعرّضت لرموز وطنية كان لها دورها الوطني الكبير في الحفاظ على كيان هذا البلد.
ولا يمكننا، في هذا السياق، أن ننسى الدور الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري في تشريع المقاومة دولياً، عبر “تفاهم نيسان” عام 1996، حيث حشد العالم كله لنصرة لبنان وحماية مقاومته.
من هنا لابد من احترام كل الشهداء الذين سقطوا في لبنان ومن كل الاحزاب والتيارات السياسية، لأن المقاومة لم تبدأ مع من احتكرها منذ عقدين من الزمن، بل مع المقاومة المسيحية بقيادة الرئيس الشهيد بشير الجميل، التي كان لها الدور الأكبر في الحفاظ على كيان لبنان وسيادته، مع قافلة من الشهداء والجرحى من هذه الاحزاب المسيحية في تلك المرحلة، في مواجهة حروب الاخرين على ارض لبنان.
اما اللافت اليوم، فهو ما جرى على هامش استعراض شارع الحمرا من التطاول على حرمة الشهادة ولاسيما الرئيس بشير الجميل وصولاً الى تهديد الدكتور سمير جعجع، وهذا لا ينطبق لا مع المعايير الوطنية ولا الإنسانية بشكل مطلق.
الشهادة من أجل الوطن هي مُكرّمة، ولو اختلفنا على نظرتنا الى الوطن في بعض الأحيان، فكفى تخويناً وتطاولاً على المقامات، فاحترام شهادة الآخرين مدماك اساس لبناء الوطن، كما أن لغة التخوين، لغة بائدة، ولا تُسيئ إلا لمُطلقيها.
فلنتعلّم من تاريخنا، الغزير بالعِبر، ونبنى معاً وطناً نستحقه.