فيما تترّقب الأنظار نتائج مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومهمته الشاقة في خرق الجدر الحكومي المقفل منذ ثمانية أشهر، بالتعاون مع أطراف عدة من ضمنها بكركي، على أثر عملية شدّ الحبال القائمة بين رئيس الجمهورية وفريقه والرئيس المكلف، في ظل انهيارات بالجملة تستدعي الإسراع بالتوافق النهائي على الحكومة لأن الخيارات باتت معدومة أمام الكوارث التي يعيشها لبنان واللبنانيون، يبدو الأسبوع الحكومي متأرجحاً بين التفاؤل والتشاؤم، إذ ومع عودة الرئيس سعد الحريري ليل أمس، برز تفاؤل بإمكانية زيارته بعبدا، وتقديم تشكيلة جديدة الى الرئيس ميشال عون، على أن يلاقيه الأخير في منتصف الطريق، لأن الجميع يبدو متعاوناً بحسب التصاريح التي يطلقونها، لكن الحل المطروح لتسمية وزيريّ الداخلية والعدل ينتظر البحث فيه، لذا ستتم الإستعانة بمهمة تدوير الزوايا التي ينجح فيها دائماً رئيس المجلس.
وعلى خط التشاؤم، لا تبدو النوايا حسنة وإيجابية، بعد شائعة إختطاف الرئيس سعد الحريري في الإمارات المعروفة المصدر، والتي أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالردود المتناقضة، لكنها بالتأكيد لا تبشّر بالخير، وكل هذا زاد في الاحتقان الداخلي على خطيّ بعبدا وبيت الوسط، قبل عودة الحريري وذلك لتعطيل نجاح أي مبادرة بشأن التشكيلة، ما يطرح تساؤلات حول التناقض القائم في التصاريح الإعلامية، وتقاذف المسؤوليات ورمي الطابة الحكومية كل في ملعب الآخر، فيما المسعى الداخلي على خطوط عين التينة – بكركي- المختارة قائم بقوة ، تقابله المساعي الخارجية على خطوط فرنسا – روسيا- مصر، إلّا أنّ مفتاح التأليف يبقى في يد عون والحريري اللذين ينتظران بعضهما “على الكوع ” كما يقول المثل، فرئيس الجمهورية يعرف أن العمل مع الرئيس المكلّف صعب جداً والعكس صحيح، فلا أحد منهما يريد الآخر، خصوصاً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يعمل على إخراج الحريري من باب السراي وبقوة.
وسط هذا التناقض، دخلنا مرحلة الحسم النهائي، والانظار تترّقب ما سيقوم به الرئيس الحريري، فالجميع وضعوا الطابة في ملعبه، وهو لا يثق بمعظمهم، لذا سيبقى نجم الساحة الحكومية الى حين اتخاذه القرار الصائب، وحينها سنشهد خروج الدخان الأبيض من بعبدا، مع إعلان الحل النهائي للمعضلة، وإلا سيكون الدخان الأسود مخيّماً على أجواء لبنان واللبنانيين…وعندها على الدنيا السلام!