طغت دعوة الفاتيكان للبطاركة المسيحيين من أجل لقاء يعقد مع قداسة البابا فرنسيس الأول على ما عداها ويقول أحد الذين لديهم صداقات مع دوائر الفاتيكان ولا سيما وزير خارجيتها لموقع "LebTalks" إن هذه الدعوة إنما هي للبطاركة وليس لرؤساء الأحزاب السياسية على اعتبار أن حاضرة الفاتيكان تحسب الوضع اللبناني بدقة متناهية في هذه الظروف الصعبة، ولا تريد إقحام لبنان في أي معطى طائفي ومذهبي أو أن تكون لقاءات أحزاب مع قداسة البابا تشكل "نقزة" لدى البعض ولا سيما أن عاصمة الكثلكة في العالم على دراية تامة بما يجري في المنطقة وتحديداً على الساحة اللبنانية.
أما عن هذه الدعوة، فتكشف الشخصية المشار اليها أن تقارير تصل بشكل دوري إلى قداسة البابا عمَّا بلغه الوضع في لبنان من سوء وتدهور مريب على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، وكيف أن الكنيسة لم تعد قادرة على تحمّل أعباء مؤسساتها التربوية والصحية والإجتماعية نظراً لتدهور العملة الوطنية ووقف المساعدات، وخصوصاً ما شكله انفجار المرفأ في الرابع مع آب الماضي من ضرب للبنية المسيحية والوطنية على المستويات الصحية والتربية والإقتصادية والإجتماعية في هذه المنطقة وكذلك إلى معطى آخر يتمثّل بالوضع اللبناني السياسي المأزوم والإنقسام بين المكونات السياسية اللبنانية.
وفي هذا السياق، يضيف قائلاً ثمة قلق لدى قداسة البابا من ما يجري في المنطقة حيث تعرّض المسيحيون لشتى أنواع الظلم والقهر من العراق إلى فلسطين وسوريا، وبالتالي لا يريد أن يحصل في لبنان كما جرى في هذه الدول، لذلك يرى أن لبنان يتميز بفرادة في التعايش بين المسيحيين والمسلمين، وهذا ما سيؤكده البيان الذي سيصدر بعد اجتماع البابا مع البطاركة، وهذه النقطة سيتم التركيز عليها لبقاء لبنان بمنآى عما يُخطط للمنطقة من تحولات ومتغيرات ديموغرافية.
وأخيراً عُلم أن الإتصالات التي يجريها قداسة البابا ودوائر الفاتيكان مع عواصم القرار مع أجل ممارسة الضغط على تشكيل حكومة لا زالت قائمة ومستمرة، وهنا تكشف عن الرغبة الفاتيكانية لدعم المبادرة الفرنسية ما بات أمراً محسوماً، وإن تغيرت صيغة وترجمة هذه المبادرة وصولاً إلى اتصالات تتم مع واشنطن وموسكو وكل الدول المعنية بالملف اللبناني خوفاً من الإرتطام الكبير، وعلى هذه الخلفية يأتي الإجتماع الذي سيصدر عنه بيان في غاية الأهمية.
