عندما نستذكر المثل القائل “شتان بين الثريا والثرى” فنحن نعني بلا أدنى شك الفوارق المرعبة التي تضمنها تقرير البنك الدولي الأخير عن الأزمة الإقتصادية المتفاقمة في لبنان التي تدفعه بانحدار سريع نحو الهاوية، وبين تقرير صدر في العام ١٩٦٣ تم فيه تصنيف لبنان في المرتبة الرابعة لأكثر الدول إزدهاراً في العالم، متقدماً بذلك على سويسرا، جمهورية ألمانيا الغربية و الولايات المتحدة الأميركية، بحسب الوثيقة المرفقة.
ففي تقريره الأخير الذي صدر منذ يومين، حذّر البنك الدولي من أن الوضع قد يصبح كارثياً قريباً، وأنه لا توجد نهاية تلوح في الأفق للأزمة الإقتصادية في لبنان، والتي قد تكون واحدة من أسوأ الإنهيارات المالية التي شهدها العالم منذ ما يقارب ٢٠٠ سنة.
وأضاف البنك في التقرير المشار اليه أنه من المحتمل أن يكون أكثر من نصف سكان لبنان قد دُفعوا بالفعل تحت خطر الفقر، متهماً القيادة اللبنانية بالتقاعس الكارثي والمتعّمد، مشيراً الى أن التقاعس المستمر في تنفيذ سياسات الإنقاذ وغياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها بالكامل يهددان الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتردية أصلاً والسلم الإجتماعي الهش في البلاد.
الموضوع لا يحتاج الى مناقشة أو تفسير أو تعليل، تكفي المقارنة بين التقريرين اللذين تفصل بينهما مدة زمنية هي ٥٨ عاماً، لنتحسر على حالنا ونسكت بعدها عن الكلام المباح…
