كتب الكاتب والمحلل الجيو سياسي جورج أبو صعب عبر منصة “إكس”: يوماً بعد يوم ينجلي الموقف في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ومعه تنجلي حقائق كسقوط مقولة الردع الإيراني وسقوط مقولة القوة الإيرانية الاستراتيجية في وجه إسرائيل، إذ لا يمكن الجمع بين تلك المقولات المعمّرة لعقود في سرديات محور ما سُمّي بالمقاومة وبين وصول إسرائيل إلى الداخل الإيراني واستباحة إسرائيل لأجواء نصف مساحة إيران أقله، واقتصار الرد الإيراني على وابل من الصواريخ التي يتضاءل عددها يوماً بعد يوم بحسب كل الإحصاءات العسكرية المراقبة. وقيام إسرائيل بضرب عمق البرنامج النووي وعمق مراكز البنى التحتية للحرس الثوري والبرنامج الباليستي والاستخبارات والشرطة.
أضاف أبو صعب: أكثر من أربعين عاماً ونظام الملالي يزج أبناءنا في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق في أتون الموت من أجل الدفاع عنه والزود عن وجوده تحت شعارات واهية بالقوة والمقاومة ووحدة الساحات حتى وصلت النار إلى عقر دار ذاك المارد الورقي الذي نهب ثروات شعبه وجيّرها لأجندة وجوده وبقائه.
وتابع: فأين هذا النظام اليوم؟ صحيح أن الرد الصاروخي الإيراني يدمر في إسرائيل في الحجر والبشر، لكن الصحيح أيضاً أن هذا الرد على مراحله لم يردع إسرائيل ولم يقضِ عليها ولم يمحها من الوجود، بينما طهران وشيراز ومشهد وكرمانشاه وسواها من مدن كبرى تحت السيطرة الإسرائيلية الفعلية حتى شرق إيران.
وأشار إلى أن هذه الحرب التي ستكون نهايتها في حدها الأقصى سقوط النظام، وحدها الأدنى توقيع صك استسلام للأميركي، تكاد تنهي مملكة من الأوهام وتسقط معها كل منظومة تصدير الثورة التي باءت منكمشة في ملجأ أرضي أين منه ملجأ أدولف هتلر يوم سقوط برلين. انكشفت القيادة الإيرانية وانكشف معها انعدام تماسكها، فالقضاء على قيادات الصف الأول في الحرس الثوري والقضاء على أبرز رؤوس البرنامج النووي، وعلى الرغم من تعيين المرشد الأعلى لبدائل، إلا أن من اغتيلوا كانوا الأكثر خبرة وتمرس، والأهم كانوا هم من يديرون المواجهة الإقليمية ويتم التفاوض معهم، وقد أشار الرئيس ترامب إلى غياب كل من كان يفاوضهم.
وختم أبو صعب بالقول: أخطأت القيادة الإيرانية حين ظنت للحظة أن إسرائيل قاصرة عن مهاجمتها إلا بإذن أميركي، كما أخطأت القيادة الإيرانية حين ظنت أن إسرائيل لا يمكنها الدخول في مواجهة مع إيران لكونها أوهن من بيت العنكبوت وأنها لا تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع إيران … أخطاء متراكمة … فلماذا المكابرة؟
اخطأت القيادة الإيرانية حين ظنت للحظة ان إسرائيل قاصرة عن مهاجمتها إلا بإذن أميركي كما أخطأت القيادة الإيرانية حين ظنت ان إسرائيل لا يمكنها الدخول في مواجهة مع ايران لكونها اوهن من بيت العنكبوت وانها لا تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع ايران … اخطأ متراكمة … فلماذا المكابرة ٧
— Georges Abou saab (@GeorgesAbousaa4) June 16, 2025