مع عدم استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، عادت إلى الواجهة محاولات رصد خليفته المحتمل. يصطدم المسعى هذه المرة بصعوبة أكبر بعد الحرب، لأن النظام قد يكون على شفير الانهيار. حتى بالنسبة إلى هذا الاحتمال، يمكن أن يكون الانهيار سريعاً أو بطيئاً، كاملاً أو جزئياً. على افتراض حماية الغرب للنظام بشكل معدّل وموقت تفادياً للفوضى، تبرز بعض الأسماء أكثر من غيرها لخلافة المرشد، أكان في المنصب نفسه أو في آخر مشابه.
قمّة فسقوط؟
مع اتجاه إيران للخسارة في الحرب، من المتوقع تراجع حظوظ الأسماء المتشددة وفي طليعتها رجل الدين الذي درّس الفقه في قم مجتبى خامنئي، نجل المرشد. يدير مجتبى (55) بشكل عملي مكتب والده واتهمه المعارضون سنة 2009 بالمشاركة في تزوير الانتخابات الرئاسية لمصلحة محمود أحمدي نجاد وبقيادة ميليشيا الباسيج ضد المتظاهرين في “الثورة الخضراء”. وهذا ما يجعله غير محبوب لدى قسم واسع من الإيرانيين. في أيلول/سبتمبر 2024، أعلن مجتبى توقفه عن تدريس الفقه مما أثار تكهنات بشأن سعيه إلى التركيز على الخلافة، لكنه قال إن قراره غير متعلق بالسياسة، ولم يطلع حتى والده عليه.
العقبة الأساسية أمام مجتبى أن حظوظه، حتى بدون الحرب الحالية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرة والده على ترشيح اسمه وهو على قيد الحياة. إذا توفي المرشد قبل تمكنه من تثبيت اسم نجله بين مجلس خبراء القيادة، فقد تتقلص حظوظه سريعاً.
مع ذلك، خسر صادق انتخابات مجلس الخبراء السنة الماضية ومَنع مجلس صيانة الدستور علي من الترشح مرتين إلى الانتخابات الرئاسية (2021 و2024). باختصار، بدا أن عائلة لاريجاني تتعرض للتهميش بشكل تدريجي.
عودة سياسية؟
قد يكون اسم الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني (76) مطروحاً بشدة لتولي منصب المرشد المقبل. من جملة التهميش السياسي الذي تعرض له الإصلاحيون، حُرم روحاني من الترشح مجدداً لعضوية مجلس خبراء القيادة. ,وهي خطوة انتقدها روحاني بشدة لأنها “مسيّسة”. لكن مع ضعف المتشددين، وحصول روحاني المحتمل على دعم عائلة لاريجاني المحافظة ورئيس مجلس البرلمان السابق علي أكبر ناطق نوري والمرشح الرئاسي السابق محمد باقر قاليباف، من الممكن أن تتعزز حظوظه. ولن يكون مستغرباً أن ينال اسمه موافقة دول غربية عدة بالنظر إلى تجربتها الإيجابية معه عندما أبرم الاتفاق النووي وعندما كلّف أسماء تعلمت في الغرب لتولي المسؤولية.
للتأكيد، لا تزال المرحلة مبكرة نسبياً لإطلاق توقعات أكيدة. قد تظهر أسماء أخرى غير متداولة على نطاق واسع، وربما يخرج نظام خامنئي بأقل الأضرار الممكنة من الحرب ويتمكن من فرض مرشحه. مع ذلك، حتى لو صح هذا الافتراض الصعب، قد لا يجرؤ خامنئي على الدفع بابنه لخلافته خوفاً من الأصوات التي ستعترض على قضية “التوريث” بعد التخلص من الملكية. لهذا السبب، قد يدفع خامنئي بمرشح طاعن في السن (آية الله أحمد جنتي مثلاً البالغ من العمر 98 عاماً) كي يتفادى بطريقة غير مباشرة قضية التوريث.
خدم روحاني خلال مسيرته في مناصب أمنية مما يعزز سلطته، لكن مجتبى على علاقة جيدة بالحرس الثوري، لذلك لن تكون مواجهته سهلة. صورة إيران قبل الحرب كانت ضبابية جداً. فكيف الحال بعدها.