تتسابق التداعيات الخطيرة للإنهيار الإقتصادي في لبنان، لتطال كل ما يهدّد حياة المواطنين من أدوية ومواد ومستلزمات طبيّة وتخزينها في المستودعات، لبيعها بأسعار خيالية بعد رفع الدعم، لكن أن يصل الى حليب الأطفال، فهذا أمر لا يُصدّق كان له تداعياته المباشرة على حياة الرضّع، بعد انقطاع الحليب من الصيدليات والمتاجر، بسبب احتكاره من قبل الشركات، والمفاجأة التي لم يتحمّلها اللبنانيون، هو ذلك الفيديو الذي ضجّت به مواقع التواصل الإجتماعي منذ مساء أمس، حيث يظهر تلف أطنان من حليب الأطفال، لعمر ما بين سنة وثلاث سنوات، بسبب تخزينها لمدة طويلة وانتهاء تاريخ صلاحيتها.
للإضاءة على حقيقة ما جرى، يشير نقيب مستورديّ الموادّ الغذائية هاني بحصلي خلال حديث لموقع lebtalks الى أنّ كميات من الحليب كانت موجودة في السوق اللبناني، منذ العامين 2018 و2019 وانتهت صلاحيتها، والشركة المعنية تقدّمت بطلبين لإتلافها، الأول منذ أكثر من سنة ونصف السنة والثاني منذ أشهر، لكن عملية التلف صعبة وتحتاج الى موافقة وزارتيّ المالية والإقتصاد ومجلس الإنماء والإعمار، أي الى الكثير من التواقيع والوقت لأنّ آليتها معقدة، كما أنّ التعبئة العامة بسبب انتشار فيروس كورونا، واقفال الدوائر زاد الأمور تعقيداً، لكن في الأمس تمّت الموافقة وجرى تلف تلك الكميات، بحضور مندوبين من وزارتي المالية و الإقتصاد ومجلس الإنماء والإعمار، على أن تصدر محاضر بذلك، كما أنّ الشركة المعنية ستصدر بدورها بياناً اليوم، توضح فيه كل شي، مع العلم بأنها تتبّع كل المعايّير العالمية والقانون بحذافيره.
وتابع بحصلي:” القرار 87 الخاص بسلّة الدعم بات في حالة موت سريري، وحليب الأطفال من سنة الى ثلاث سنوات أصبح خارج الدعم، أي من الممكن أن يرتفع سعره ثلاث مرّات تقريباً، وسيكون هناك حليب بسعره “المفروض” وليس بسعره المدعوم، أما حليب الأطفال ما دون السنة، فيُعدّ كالدواء وسعره محدّد كسعر الدواء”.
في الختام، لا بدّ من توضيح أيضاً من الوزارات المعنية، وخصوصاً وزارة المالية، عبر بيان رسمي، لإطلاع المواطنين على كل الحقائق، لأننا لم نسمع تصريحاً منذ ليل أمس لأي مسؤول لتبيان حقيقة ما جرى.