ما المخاطر التي تهدّد الأسهم الأميركيّة؟

usa

تواجه الأسواق المالية الأميركية في النصف الثاني من عام 2025 مرحلة شديدة الحساسية، وسط تقلبات حادة وتوقعات متباينة بشأن مستقبل الاقتصاد والسياسات الحكومية.

ورغم الصعود القياسي لمؤشر S&P 500 أخيراً، مدفوعًا بالهدنة المعلنة بين إسرائيل وإيران، فإن هذا الارتفاع لم يبدد مخاوف كبرى المؤسسات المالية حول العالم، التي لا تزال حذرة من زيادة الانكشاف على الأسهم، في ظل استمرار عوامل عدم اليقين.

مؤسسات استثمارية من نيويورك إلى لندن وسنغافورة بدأت تعيد حساباتها، في ظل مؤشرات على أن موجة الصعود الأخيرة قد لا تصمد طويلاً. وتقف خلف هذه التحفظات مجموعة من المخاطر الجوهرية التي تهدد استقرار السوق، منها ملفات تجارية حساسة، وضعف في توقعات الأرباح، ومخاوف جيوسياسية، فضلًا عن أزمة الدين العام ومستقبل الفيدرالي الأميركي.

ويخشى المستثمرون من أن يؤدي أي انزلاق في هذه الملفات إلى عودة الاضطرابات المالية. وتزداد أهمية هذه المرحلة مع ترقّب الأسواق لأثر قانون الضرائب الجديد الذي يتبناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى مراقبة أداء شركات التكنولوجيا، لاسيما العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تُعدّ أحد أعمدة النمو في وول ستريت.

خمس مخاطر رئيسية تهدد الأسهم:

1. مهلة الرسوم الجمركية (9 تموز):
يشكل الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاقات تجارية مع شركاء واشنطن تهديدًا مباشرًا للأسواق، إذ ستُرفع الرسوم إلى أكثر من 10% على الدول غير المتفقة. ووسط تعثر المفاوضات مع كندا، يعيد الرئيس ترامب التلويح بإجراءات مفاجئة قد تشعل حربًا تجارية جديدة.

2. توقعات أرباح الشركات:
يتوقع المحللون نمو أرباح شركات S&P 500 بنسبة 7.1% هذا العام، لكن نتائج الربع الثاني ستكون حاسمة. وقد خفّضت عدة شركات توقعاتها بسبب ارتفاع التكاليف وضعف ثقة المستهلك، رغم أن مشروع خفض الضرائب بقيمة 4.2 تريليون دولار قد يوفر دعمًا نسبيًا.

3. التوترات الجيوسياسية:
رغم انحسار المواجهة بين إسرائيل وإيران، فإن المخاطر الجيوسياسية تبقى مرتفعة، لا سيما مع التوتر المستمر مع الصين وغموض البرنامج النووي الإيراني، ما يضع الأسواق أمام حالة “قلق هيكلي”، وفق توصيف بنك Santander.

4. أزمة الدين العام ومستقبل الفيدرالي:
خسرت الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الأعلى في أيار بسبب تصاعد الدين. كما تثير خطط ترامب الضخمة للإنفاق والضرائب قلق الأسواق، في وقت تتصاعد فيه الشكوك بشأن مصير رئاسة الفيدرالي، وإمكانية تعيين شخصية أقل استقلالية.

5. التقييمات المرتفعة للأسهم:
تتداول الأسهم الأميركية بمضاعف ربحية يبلغ 22 مرة، أي أعلى من المتوسط التاريخي. وبينما تراهن بعض المؤسسات على استمرار هذه المستويات بفعل تخفيضات الفائدة المرتقبة، يرى آخرون أن هذه التقييمات “المبالغ فيها” قد تضع سقفًا لمزيد من الصعود، خاصة إذا تدهورت المؤشرت الاقتصادية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: