في بيروت “هاجوج وماجوج وطاسة ضايعة” بين اركان الحكم وأركان حزب الله للتوصل إلى رد موحد يوافق عليه الحزب ويعرض على المبعوث الاميركي الرئاسي توم برّاك خلال زيارته المرتقبة للبنان.
المسؤول السعودي عن الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان في لبنان لأيام يتواصل ويجتمع مع القادة والزعماء وكلمة السر واحدة لا تتغير: القبول بتسليم الحزب لسلاحه والسير في مراحل الخطة الاميركية.
أمام لبنان تحديات ضخمة واستحقاقات متدحرجة بدءاً من التحديد لليونيفيل وليس انتهاءً بملف السلاح في وقت سوريا الجارة تغلي وتتسارع فيها الاحداث باتجاه انخراطها في المشروع الاقليمي المستقبلي.
لبنان لا يزال يتخبط بملف السلاح والحزب يحاول جاهداً التهرب من الاستحقاق بصيغ وعبارات تشوه الورقة الاميركية وتقلب اولوياتها باستخدام المناورات السياسية والاعلامية تارة بإشاعة الموافقة على تسليم جزئي للسلاح وتارة بإشاعة اجواء متشنجة رافضة لتسليم اي سلاح وتارة بإشاعة انه على استعداد لتسليم أنواع من السلاح وتارة بمواقف متناقضة للامين العام ونواب الكتلة، وتارة بالتركيز على دور حاسم للرئيس نبيه بري وصولاً إلى وضع ملاحظات على الورقة الاميركية تبعدها عن منطقها ومراحلها وتجعل الموقف الاميركي والسعودي اكثر تصلباً او على الاقل اكثر ابتعاداً عن لبنان.
في المنطقة غليان مصيري بين غزة والنووي الإيراني وسوريا الجديدة وفي لبنان تمييع ومماطلة ومحاولات تذاكي على بند اساسي دونه لا أموال ولا استثمارات ولا إنماء ولعبة “الدجاجة قبل البيضة او البيضة قبل الدجاجة” التي يحسن بعض الأطراف كالحزب امتهانها لم تعد تنفع، لبنان: بين انسحاب الاحتلال مقابل تسليم السلاح هناك طرح سحب السلاح لانسحاب الاحتلال وبين الإعمار قبل السلاح هناك السلاح قبل الاعمار وبين لا تسليم للسلاح قبل انهاء الاحتلال وترسيم الحدود البرية مع إسرائيل وحل مسألة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والجزء اللبناني من الغجر هناك تسليم السلاح اولاً والبت بالباقي بناء عليه.
وبالتالي، مراوحة لا ندري كيف سيستقبل برّاك هذه المرة وماذا سيقول وماذا سيسمع وماذا سيعرض عليه من “مخلوطة” تبقي موضوع السلاح في مرتبة ثانية فيما الاميركي والعربي والغربي يريدونه اساساً للولوج إلى باقي الملفات.
لبنان منشغل بأمور كثيرة ليس أقلها الانشغال بإشاعات محور المقاومة حول الخطر السوري وتخيل غزوات امنية وعسكرية على الحدود الشرقية والشمالية لا هدف منها سوى خلق الظروف التي تعطي الحرب مبررات سلاحه وابعاد الحديث عن تسليمه، فيما المطلوب أميركياً وخليجياً ودولياً واحد أحد: حصر السلاح بيد الدولة على كافة الأراضي اللبنانية… فما دون هذا البند تضييع وقت وفوات لبنان للقطار الاقليمي… ولا امل بنهوض الدولة ولا بتطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري… فهل نستلحق انفسنا قبل الندم؟