عندما يفضح حزب الله نفسه ببقائه إلى الآن جنوب الليطاني

jnoublli

إذا صحت المعلومات، وهي على الأرجح صحيحة، فإن حزب الله اعترف بلسان قيادات فيه وإعلامه بأنه لم يُخلِ جنوب الليطاني، خلافاً لما هو شائع منذ أشهر.

فالموقف الجديد الذي نُشر في الإعلام خلال الساعات الماضية يُفيد بأن حزب الله وافق على صيغة “خطوة مقابل خطوة”. فما هي الخطوة المقابلة لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في الجنوب، التي اشترطها الحزب ويقترحها؟ انسحاب الحزب إلى شمال الليطاني.

تناقض صادم وكبير في الموقف، بعدما صمّوا آذاننا بحديثهم، خلال الأشهر الخمسة الماضية، عن انسحابهم من جنوب الليطاني وتنفيذ الشق المتعلق بهم، وبالجانب اللبناني، من اتفاقية وقف الأعمال العدائية.

إذاً، وبحسب الحزب ومصادره المنشورة في الإعلام، فإن حزب الله يقرّ ويعترف بأنه لا يزال موجوداً جنوب الليطاني، ما يعني عدم تنفيذه أي بند من بنود اتفاق تشرين الثاني ٢٠٢٤، مكتفياً باتهام إسرائيل بعدم تنفيذ التزاماتها.

وبالتالي، فإن الحزب لم يحترم اتفاق وقف الأعمال العدائية، ما يُسقط السردية التي — وللأسف — تبنتها السلطة الرسمية منذ أشهر، بأن لبنان قد نفّذ التزاماته جنوب الليطاني، وقد تبيّن زيف هذه السردية من مصادر الحزب نفسه.

مع احترامنا ومحبتنا ودعمنا للجيش اللبناني وقيادته، وللقوى الشرعية والسلطات الرسمية كافة، فإن كل البيانات الرسمية أشارت إلى السيطرة على ٥٠٠ مركز تابع للحزب جنوب الليطاني. لكن، من قال لنا إن هذا الرقم يشمل كل مراكز حزب الله العسكرية في الجنوب؟ فمن الطبيعي أن هذا العدد لا يمكن أن يُشكل نسبة ٨٠ أو ٨٥ بالمئة من مجمل المراكز جنوب الليطاني التي قيل إنها سُلّمت للقوى الشرعية.

والواقع قد يدفعنا إلى الاعتقاد بوجود ما لا يقل عن ٢٠٠٠ مركز عسكري تابع للحزب جنوب الليطاني، وبالتالي فإن رقم الـ٥٠٠ مركز يُعد أدنى بكثير من النسبة المتداولة في وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر عسكرية وسياسية وميدانية، أي بين ٨٠ و٨٥ بالمئة.

والبديهي أيضاً ملاحظة أن الحزب لم يغادر جنوب الليطاني، بدليل هبّة “الأهالي” ضد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب في الآونة الأخيرة.

وبالتالي، فإن القول بعدم تنفيذ الحزب لشق الانسحاب من جنوب الليطاني ليس ادعاءً إسرائيلياً، طالما أن الحزب نفسه أقر، في اليومين الماضيين، بوجوده حتى الآن جنوب الليطاني، بدليل المقايضة التي اقترحها بين انسحاب الاحتلال من الجنوب مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني إلى شماله.

فالحزب، الذي كان من المفترض أن يمنع الاحتلال الإسرائيلي من دخول الجنوب بمقاومته وصواريخه، لم يعد في موقع يمكّنه من فرض شروطه على الأميركي والإسرائيلي.

وأكثر من ذلك، فإن حبل الكذب لديه أقصر مما يمكن توقعه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: