لفت رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد المخزومي الى أن التهديدات بالعقوبات التي قد تطال عدداً من السياسيين اللبنانيين إذا لم تُترجم فعلياً على الأرض حتى الإن، والطبقة السياسية لا مصلحة لديها بالإصلاح إذ أنها تحمي بعضها البعض.كلنا نعلم أنه عندما أتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان مرتين وبالأمس المبعوث الأوروبي فقد تحدثا عن الإصلاح، ولكن كيف يمكن أن يتم هذا الإصلاح والطبقة السياسية ذاتها التي أوصلت البلد إلى هنا تحاول أن تعيد بناء نفسها من الداخل من خلال الإنتخابات النيابية المقبلة من أجل تمديد حياتها السياسية أربع سنوات جديدة.
وأشار الى أنه، حتى اليوم نسمع أن هناك تبليغات شخصية للممنوعين من السفر، إضافة إلى إمكانية الحجز على ممتلكاتهم في الخارج، فهذه أموال الشعب اللبناني التي سُرقت وتقدر بنحو 150 مليار دولار، هذه الأموال كانت محمية من هذه الطبقة السياسية وسمحت للفاسدين بتحويلها الى الخارج، مضيفاً
“أنا اليوم كمواطن لبناني، إن لم أعرف من سرق أموالي كيف يمكنني أن أحاسب في الإنتخابات المقبلة، فممثل السياسة الخارجية الأوروبية قال إن هذه صنيعة لبنانية made in lebanon، صنيعة من الطبقة الفاسدة التي أوصلتنا إلى هذا الحد، مدّعين أن هناك تدخلات إقليمية لذا، أعتقد أن لا إيران ولا أي بلد ثاني يتدخّل في السرقات في لبنان، هذه طبقة فاسدة أوصلتنا إلى ما نحن عليه ولا نية لديها في الإصلاح.
وعن رأيه بجدية الموقف الأوروبي لناحية التلويح بتطبيق العقوبات هذه المرة
قال مخزومي: أعتقد أن أوروبا بشكل عام، والمبادرة الفرنسية بشكل خاص جادة، ولكن لبنان كله اليوم بين أحضان حزب الله فهو يسيطر على كل المرافق في الدولة وأغلبية الكتل السياسية الكبيرة تابعة له، هناك حزب الله مع مساعدين له من الطوائف والمذاهب كافة، وهو في أفضل حالٍ سياسية، فالانتخابات تمًت عندما حدث الإنقلاب و سيطر على رئاسة مجلس الوزراء و مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، ووضع قانون انتخاب على قياسه وقياس حلفائه، فلا نية لحزب الله اليوم بتغيير هذا الواقع، والدليل أنه عندما هددت الطبقة السياسية بالإستقالة، هددها الحزب بالإستقالة،و عندما هدد بعض الأفرقاء بالإستقالة أيضا فُسر لهم أن الإستقالة ممنوعة، من هنا فإن نصيحتنا للإتحاد الأوروبي إنه اذا لم يتم الإعلان عن العقوبات وعن أسماء المسؤولين عن السرقات و تطبيقها، فالشعب اللبناني لن يأخذها على محمل الجد وبالتالي لا تغيير.
وأضاف: في العام ٢٠٠٥ بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري سيطر حزب الله على مجلس النواب، وبعد ال ٢٠١٠ سيطر على مجلس الوزراء، وفي ال ٢٠١٦ أكمل الإنقلاب حتى وصل إلى رئاسة الجمهورية، فحزب الله هو المسيطر بشكل كامل على الدولة اللبنانية، واليوم سيحاول المحافظة على حلفائه. وهنا أذكر بالشعار الذي أطلقناه “سلاحكم مقابل فسادهم”، فهذه الطبقة مسموح لها أن تسرق البلد وأن توصلنا إلى الدمار مقابل التطنيش وعدم فتح ملف سلاح حزب الله، هذه هي المعادلة اليوم،و إن لم يأتِ حزب الله بحكومة أفصل من حكومة حسان دياب التي أتى هو بها، فلماذا سيغيّر؟
وأيضا عندما طرح موضوع الكابيتل كونترول و التحقيق الجنائي كنا نعلم أن الطبقة السياسية بأكملها كانت ضدها لأنه إذا سقط أحد منها فسيسقط الجميع، وهذا الوضع هو لمصلحة حزب الله، وعندما يحكى عن حكومة مستقلين كيف لها أن تكون مستقلة إن لم تكن من رئيسها إلى أعضائها بأكملهم مستقلين، كيف لنا أن نأخذ أحداً من هذه الطبقة الفاسدة ونبني به الإصلاح؟
إن هذه الطبقة عاشت على اللاإصلاح خصوصاً بحماية حزب الله.
وأردف قائلا”: يمكنهم تشكيل حكومة اذا وافق الرئيس الحريري، ومن الممكن أن يكون له مصلحة في ذلك لا أعلم، ولكن اليوم أعتقد بأن المشكلة هي أن الأفرقاء السياسيين يريدون أن يكونوا ممَثلين في الحكومة على خلاف التمثيل في حكومة حسان دياب، وما طرحه الرئيس نبيه بري من حكومة ٢٤ وزيراً، منهم وزراء اختصاصيين و ٦ وزراء سياسيين، يعني أننا عدنا الى ما قبل ال ٢٠١٩، و حزب الله أصبح الحاضن الأساسي لتيار المستقبل إضافة إلى حركة امل والتيار الوطني الحر و الحزب التقدمي الإشتراكي الذي قال رئيسه وليد جنبلاط “إسألوا الحريري وباسيل عن الكهرباء وقوله بأنهم يتفقون علينا، فقد “شهد شاهد من أهله” وقد بدأوا يتحدثون على بعضهم، و ما يحاولون منعه اليوم هو عدم وصول أحد من خارج الطبقة السياسية في عملية تشكيل حكومة كي لا يفتح الملفات.
وعن وصول الرئيس إبراهيم رئيسي الى سدة الرئاسة في إيران قال مخزومي :”أعتقد أن إبراهيم رئيسي أتى ليكمل المنظومة كما حدث في لبنان حينما وضع حزب الله يده على الرئاسات الثالثة، ففي إيران قبل الإنتخابات الرئاسية كان هناك حزبان: “حزب الحرس الثوري” و”حزب الإصلاح”، وبالإنقلاب الذي جرى في الإنتخابات، سيطر الحرس الثوري بالكامل على مفاصل الدولة، كما حزب الله في لبنان، هذا يعني أنه لم يعد هناك عملية “أخذ وعطى”، بل نظام واضح في إيران يدعم ١٠٠٪ حزب الله في لبنان، من هنا أتمنى من دول العالم والدول العربية أن تساعد لبنان للعودة الى حضانته العربية والحماية التدخل الإيراني في شؤوننا الداخلية، “فلا إمكانية أن تعتبوا على الشعب اللبناني وأن تدفعوه ثمن أعمال الطبقة السياسية التي أوصلتنا إلى هنا”، يجب حماية البلد ومساعدته، وأنا أعتقد أن حزب الله سيتشدد أكثر حتى يصل الى التسوية التي يتوقعونها بين أمريكا وإيران، ولكن لبنان له دور خصوصاً أن المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت، برؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاضنة الأكبر للبنان، و أتمنى أن تعود فعلياً لمساعدة لبنان وإحتضانه مثلما احتضنه سنة 1989 في إتفاق الطائف.