Search
Close this search box.

ماذا ربح باسيل بعد تجيّير “الحقوق” لنصرالله ونبش القبور…؟!

ماذا ربح باسيل بعد تجيّير "الحقوق" لنصرالله ونبش القبور...؟!

ينطبق على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مقولة ” ما إلو صاحب” بواقعية وجدارة، لانه فجأة يوزّع نيرانه السياسية وسهامه في كل الاتجاهات، على الحلفاء والخصوم معاً، لكن يُبقي صديقاً واحداً في آخر المطاف للمصالح المتبادلة، وهذا ما حصل في الامس، حين وجّه الاتهامات يميناً وشمالاً، ضارباً بعرض الحائط كل المآسي والانهيارات التي يعيشها اللبنانيون، مستثنياً نيرانه بدعوة الى “الصديق” حسن نصرالله قائلاً:” أريده حكماً لاني اثق به وبصدقه، وأئتمنه على الموضوع الحكومي وعلى الحقوق، وهو يعرف اننا مستهدفون، وكل ما يحصل هو للنيل منا”. فأتاه الردّ من القوات اللبنانية بأنّ تفويض نصرالله تحصيل حقوق المسيحيين، يؤكد إمتهانه الاستقواء بالسلاح من أجل إنتزاع المواقع وتغطية السلاح تقابلها تغطية الفساد والمصالح والصفقات”، فيما يبقى الانتظار لما سيكون ردّ نصرالله على هذه الدعوة…
في إختصار” ما كان وقتها مبارح”، أي لم يكن هنالك ضرورة لعقد ذلك المؤتمر، الذي أشعل الوضع عبر تجيّير الحقوق، وإطلاق حرب البيانات مع القوات اللبنانية التي إستفزها باسيل، مكرّراً نبش القبور والماضي الأليم الذي أنهك المسيحيين، مع “لطشات” متعددة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي” لم يكن نزيهاً ووسطياً خلال مبادرته لحل الأزمة الحكومية” كما قال رئيس التيار الوطني الحر، الذي وجّه التهم أيضاً الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، متهماً إياه بالعرقلة “فيما نحن نتجاوب مع شروطه، ونريده بقوة في رئاسة الحكومة”، هذا ما اعلنه باسيل خلال المؤتمر، فماذا يعني كل هذا التناقض؟.
إنطلاقاً من هنا، يمكن القول انّ هدف باسيل الاول، هو شدّ العصب المسيحي، والتحدث عن معركة الوجود ، متناسياً عودة الإحباط الى المسيحيّين المنهكين، بسبب سياسة المصالح التي اوصلتهم الى الخراب والهجرة المتواصلة، لذا عليه ان يعي انّ معركة الوجود لم تعد مهمة، طالما الوجود الديموغرافي بات مهدّداً اليوم. وبالتالي هنالك افرقاء مسيحيون من مختلف الاحزاب، لهم وجودهم وتاريخهم، لذا لا يمكن لأحد إختصار المسيحيين بشخصه، او بتنصيب نفسه كوصيّ عليهم، او إختصارهم بتيار او حزب معيّن.
في إختصار ما نتج عن مؤتمر الامس يؤكد بأن لا حكومة، ولا مجال لأي مبادرة ان تنجح، لان الشروط ستكون بالمرصاد، وبالتالي ليس من مصلحة حزب الله تشكيل حكومة في هذه المرحلة، لذا سيُبقي رئيس “التيار” ضمن مهمة تعطيل التشكيلة، وهذا سيساهم في المزيد من خسائره السياسية، ومن تدنيّ شعبيته في الساحة المسيحية، التواقة الى الوحدة في هذه الظروف الدقيقة ، فلماذا يُمعن باسيل في إشعالها على الرغم من كل خسائره؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: