لبنان ينتظر الموقف الأميركي من ردّه.. ومطالبات بخطوات سريعة لحصر السلاح

joseph

كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:

لا يزال لبنان يترقّب الموقف الأميركي من ردّه “المزدوج” على ورقة المبعوث الأميركي، توم برّاك، الذي من المتوقع، وفق مصادر وزارية، ألا يكون قريباً جداً؛ بل أن يأخذ بعض الأيام الإضافية.

وتلفت المصادر نفسها “الشرق الأوسط” إلى أن الجانب الأميركي “يراجع الرد اللبناني الذي لا يقتصر على الورقة التي قدّمها الرئيس جوزيف عون، إنما أيضاً الملاحظات التي قدمها رئيس البرلمان نبيه بري، وبالتالي الاطلاع على الاختلاف بين الورقتين ومدى تطابقهما في بعض النواحي، وهو ما قد يأخذ بعض الوقت”.

وتشير المصادر إلى أن الطرف اللبناني لا يزال ينتظر اتصالاً من السفيرة الأميركية في بيروت، التي من المفترض أن تنقل الرد الذي يرتكز بشكل أساسي على سحب سلاح “حزب الله”، وفق ما كان الاتفاق عليه في الاجتماعات الأخيرة، “وهو ما لم يحصل حتى الآن”.

ولا يزال تصريح المبعوث الأميركي براك يأخذ حيزاً من الاهتمام اللبناني، فترتفع الأصوات المطالبة السلطات باتخاذ خطوات وقرارات سريعة لحصر السلاح بيد الدولة.

وكانت صحيفة “ذا ناشيونال” نقلت عن براك قوله، في مقابلة، إن لبنان بحاجة إلى التحرك لمعالجة قضية “أسلحة (حزب الله)” وإلا فسيواجه “تهديداً وجودياً وقد يعود إلى بلاد الشام”، قبل أن يعود ويوضح أن تصريحاته “لا تمثل تهديداً للبنان، بل إشادة بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا”. وقال عبر منصة “إكس”: “أؤكد أن قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المشترك مع لبنان”، وأن واشنطن ملتزمة دعم العلاقات بين لبنان وسوريا.

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، إن تصريح براك هو “برسم السلطة والحكومة اللبنانية”. وأضاف في بيان له: “من الواضح والجلي أن السياسة الدولية برمتها، بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول إلى دول طبيعية؛ بدءاً من إيران، وليس انتهاءً بـ(حزب العمال الكردستاني) في تركيا”.

وحذّر بأنه “إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد”.

وشدد على ضرورة أن تحسم السلطة اللبنانية أمرها “في أسرع ما يمكن، وأن تتخِّذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل تحويل لبنان إلى دولة فعلية تشكل وحدها الضمانة للمجموعات اللبنانية كلها، وإلا فستُبقي لبنان ساحة وتعرِّضه للاستباحة من جديد”.

إلا إن عضو كتلة “حزب الله”، النائب إبراهيم الموسوي، طالب، من جهته، الدولة اللبنانية بالرد على تصريحات براك، عادّاً أنها “تكشف عن (نوايا) خطيرة، وتفضح بوضوح معالم المشروع الأميركي – الإسرائيلي تجاه لبنان والمنطقة”.

ورأى أن “هذه التصريحات الاستعلائية يجب ألا تمر من دون ردّ حازم من الدولة اللبنانية على المستويات كافة، ولا بدّ من أن تبادر وزارة الخارجية إلى استدعاء السفيرة الأميركية وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية”.

بدوره، وضع عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي”، النائب مروان حمادة، “مضمون تصاريح قياديّي (حزب الله) في إطار المصطلحات غير المقبولة والمهددة بالقتل، والمناقضة لأسس العيش المشترك والحوار”، مستغرباً ما وصفه بـ”خجل المسؤولين من وضع النقاط على الحروف والعمل تشريعياً وتنفيذياً على حصر سلاح (حزب الله) بيد الشرعية اللبنانية، وحل شقّه العسكري التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني، وانضواء جناحه السياسي تحت كنف الدولة دون سواها”.

وعَدّ عضو “كتلة التنمية والتحرير”، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فادي علامة، أن براك “متفهم للواقع اللبناني والتحديات، لا سيّما ملف حصرية السلاح، إلى جانب السيادة اللبنانية التي تُنتهك يوميّاً، وهو سيناقش الورقة اللبنانية التي تسلمها مع الإدارة الأميركية”، لافتاً، في حديث إذاعي، إلى أنّ “التعويل اليوم هو على الدبلوماسيّة وعلى أصدقاء لبنان في الإدارة الأميركية؛ للضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان واحترام الحدود والسيادة اللبنانية”، مؤكّداً أنّ “الحكومة، التي أخذت الثقة من معظم الجهات السياسية، واضحة من ناحية (حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم)”. وعدّ أنّ “لبنان هو الحلقة الأضعف في المنطقة، ولم يسلك الطريق الصحيحة بعد، وبالتالي، فعليه معرفة كيفيّة التموضع ضمن متغيّرات المنطقة، ولكن ليس على حساب سيادته”.

وفي رد منه على تصريحات براك، عدّ المفتي الجعفري، أحمد قبلان، أن “لعبة الخرائط خطيرة”. وقال في بيان له: “لبنان ليس لقمةً سائغة لواشنطن ولا لغيرها، ولعبة الخرائط على الورق سهلة، فيما ملاحم البلدات الحدودية تضعنا أمام قوة لبنان الاستراتيجية وفاعليتها الوجودية”، عادّاً أن “المقاومة اليوم أكثر ضرورة، وقيمتها أكبر من استراتيجية”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: