كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن نمط مصادرة الأسلحة عالية القيمة يظهر أن طهران تبذل جهوداً جديدة لتسليح حلفائها من الميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
مصادرة أسلحة
اعترضت القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً هذا الأسبوع شحنة كبيرة من الصواريخ وأجزاء طائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى مرسلة إلى الحوثيين على ساحل البحر الأحمر.
في تعليق لها على العملية، قالت القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إنها أكبر عملية ضبط للأسلحة التقليدية الإيرانية المتطورة، إذ تمّ ضبط 750 طناً من صواريخ كروز والصواريخ المضادة للسفن والطائرات والرؤوس الحربية ومحركات الطائرات بدون طيار.
كانت الشحنات مخبّأة على متن سفينة تسمّى "داو"، تحت شحنات من مكيّفات الهواء. وشملت صواريخ "قادر" المضادة للسفن، التي طورتها إيران، ومكونات نظام الدفاع الجويّ "صقر"، الذي استخدمه الحوثيون لإسقاط طائرات بدون طيار أميركية من طراز MQ-9 ريبر.
وكانت المضبوطات السابقة من قبل الحكومتين اليمنية والأميركية تضمّ عادة أسلحة صغيرة أو قطع غيار بدلاً من صواريخ مجمّعة بالكامل.
وقال محمد الباشا، مؤسس شركة "باشا ريبورت" الاستشارية للأمن في الشرق الأوسط، ومقرها الولايات المتحدة، إن توقيت وحجم هذه الشحنة يشيران بقوة إلى أن إيران تتحرك بسرعة لتجديد مخزونات الحوثيين، التي استنفدتها الغارات الجوية الأميركية. وأضاف أن هذا يدل على أن طهران تريد الحفاظ على وتيرة عملياتها العالية التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة البحرية التجارية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يوم الخميس إن أيّ ادعاء بأن طهران أرسلت أسلحة إلى اليمن لا أساس له من الصحة.
وبينما كانت الشحنات المضبوطة تمر عبر دولة جيبوتي الواقعة في شرقي إفريقيا، والتي تقع على مصب البحر الأحمر مقابل اليمن، عثرت قوات المقاومة الوطنية على عدّة وثائق باللغة الفارسية تشير إلى أن مصدرها إيران. وتضمنت الوثائق دليلاً على استخدام الكاميرات الخاصة بتوجيه الصواريخ المضادة للطائرات، وشهادة جودة مرفقة بزعنفة صاروخية صنعتها شركة إيرانية.
"إيران تعيد بناء وجودها في بلاد الشام"
تقول الحكومة السورية الجديدة إنها صادرت عدداً من شحنات الأسلحة، بما في ذلك صواريخ غراد، لاستخدامها في أنظمة إطلاق متعدّدة مركّبة على شاحنات، على طول حدودها مع العراق ولبنان. وفي الوقت نفسه، صادر الجيش اللبناني شحنات تمّ جلبها عبر حدوده مع سوريا، بما في ذلك صواريخ روسية مضادة للدبابات يُفضّلها "حزب الله".
وقال مايكل نايتس، زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومقرّه في الولايات المتحدة، وخبير في الميليشيات الحليفة لإيران: "إيران تُعيد بناء وجودها في بلاد الشام من خلال إرسال صواريخ إلى حزب الله وأسلحة من العراق إلى سوريا".
وأوضح مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال القنابل في الشرطة الإسرائيلية، أن "هناك اتجاهاً متزايداً في الأشهر الأخيرة لمحاولات التهريب عبر سوريا أو من سوريا" إلى حزب الله.
وقد تقلّصت قنوات تهريب الأسلحة بسبب سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان متحالفاً مع إيران، بحسب الصحيفة. وقال كارداش إن المهربين يضطرون الآن إلى جلب الأسلحة في شحنات صغيرة بعد أن كانوا يرسلونها في شاحنات محمّلة.
في أحد الأمثلة في حزيران، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الجديدة أنها ضبطت صواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت روسية الصنع كانت في طريقها إلى لبنان في شاحنة تنقل خياراً. وفي أيار، اعترض فرع الأمن العام صواريخ دفاع جويّ، إيرانية الصنع، بالقرب من الحدود اللبنانية، وفقاً لوسائل إعلام تابعة للحكومة السورية الجديدة.
على الرغم من الجهود المكثفة لمنع "حزب الله" من إعادة تزويد ترسانته المتضررة، حقّق الحزب، مثل الحوثيين، بعض النجاح. فهو يصنع طائراته بدون طيار وصواريخه متوسطة المدى، وتمكن من إعادة هيكلة شبكات التهريب إلى حدّ ما، وتهريب بعض صواريخ الكورنيت وأسلحة متطورة أخرى، بحسب ما تنقل الصحيفة عن شخص مطّلع على عمليات "حزب الله".