في إطار سلسلة فعاليات تمتد على مدار العام، تحتفل الرهبانية الأنطونية المارونية بيوبيلها الـ325 (1700–2025)، تخليدًا لمسيرة روحية، وطنية وثقافية عريقة، شكّلت عبر قرون ركيزة أساسية في نشر الإيمان والمعرفة في المجتمع اللبناني.
وفي هذا الإطار، لفت الأب الياس شماطه الأنطوني إلى أن “اليوبيل الـ325 يختصر مسيرة حافلة بالتحديات، غنية بالفرح، ومفعمة بالرجاء. إنها مسيرة افتخار بإرث ثمين ورثناه عن آبائنا المؤسسين، والذين بنوا بجهدهم ما نعيشه اليوم. نحن نحتفل بما زرعوه، وقد أثمر عبر الأجيال حتى بلغ إلينا. وبالنسبة إليّ كراهب أنطوني، فإن هذه المناسبة تلامس وجداني بعمق".
أضاف: "إن فرحنا اليوم ينبع من فرح استمرارية الرسالة، ومن الزخم الذي انطلقت به الرهبانية من تلة عرمتا في منطقة مار شعيا – المتن سنة 1700، وها هي، مع تعاقب الأجيال، تمتدّ وتزهر في مختلف أرجاء العالم.
وأشار إلى أن الرهبانية تحتفل بيوبيلها هذا العام في تزامن مبارك مع يوبيل الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، حيث يلتقي عنوان يوبيلها مع شعار “حجّاج الرجاء”، ليصبح “فرحون بالرجاء”.
وأكّد أن اليوبيل يشكّل محطة للتأمل الذاتي، وعودة صادقة إلى الجذور، وتحية وفاء لجميع الآباء الذين عبَروا درب الرهبانية وخلّدوا تاريخها بحياتهم ورسالتهم".

وفي ما يخصّ الفعاليات المنتظرة، أشار الأب إلياس شماطه الأنطوني إلى الحفل الموسيقي الديني الذي سيُقام في 29 تموز، في كنيسة مار الياس الكبري - أنطلياس عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، ويحييه كلّ من جوقة الجامعة الأنطونية وجوقة جامعة سيدة اللويزة، بمرافقة الأوركسترا السمفونية للراديو الرومانية، بقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق الأنطوني.
وسيتضمّن الحفل مقطوعات موسيقية تكريمية لعدد من الآباء الأنطونيين الموسيقيين، سواء الأحياء منهم أو الراحلين، بالإضافة إلى مونولوج مميز يقدّمه الفنان القدير رفعت طربيه، يروي من خلاله قصة تأسيس الرهبانية. لذلك يمكن للراغبين بالمشاركة حجز أماكنهم مجاناً على منصة Ticketingboxoffice.
وتوجّه الأب شماطه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل، وبشكل خاص إلى المايسترو الأب توفيق معتوق، قائد الأوركسترا، والجوقتين المشاركتين، والسيدة دونيز طوق منظمة الحفل، والسيد إيلي زيدان المشرف على التصاميم الهندسية والجوانب التقنية والفنية، ولكل من قدّم دعمًا تقنيًا أو ماديًا لإتمام هذا الحدث الروحي والثقافي.
وختم بالقول: “إن اليوبيل هو أولاً شكر لله على نعمة صمود الرهبانية واستمراريتها، ومن هنا، أدعو الجميع لحمل بعضنا بعضًا في الصلاة، والمشاركة الواسعة في هذه المناسبة، للتعمّق أكثر في تاريخ الرهبانية الأنطونية ومسيرتها الغنية بالعطاء والرجاء”