آلان سركيس في رده على عملاء الداخل "الحاقدين": حملات التخوين لن تجدي وعليكم مراجعة مراسلات وزارة الدفاع

alains

من المعيب، في بلدٍ تُطلق على عاصمته "أم الشرائع" ومتنفّس الحريات، أن تتحوّل بعض الأقلام المأجورة بشحطة قلم الى "صحافة صفراء"، معطيةً نفسها الصلاحية والحق في تصنيف الناس بين "وطني وممانع وعميل وخائن" لأن أحدهم تجرأ على سرد وقائع تاريخية ليست بعابرة وهي بالتالي لا تزال عالقة في ذاكرة الكثير من اللبنانيين.

ما حدث مع الصحافي في جريدة نداء الوطن آلان سركيس بعد الحديث الذي صدر عنه في مقابلة مصوّرة عن جيش لبنان الجنوبي في الفترة ما بين 1975 و 1976 من حملة تخوين شعواء هو من تجليات ما تحاول وتواظب عليه أبواق الممانعة التي تساندها فرقة اليسار الحاقد وليس اليسار "الثورجي الحقيقي" والتي اعتادت "إسقاط" تهمة العمالة لإسرائيل على كل مَن يفتح دفاتر التاريخ الحديث وتحديداً منذ اندلاع الحرب في نيسان 1975 محاولاً تقديم "سردية" للوقائع كما حصلت من دون تحريف أو تزوير أو اجتزاء، وهذا ما حصل بالتحديد مع سركيس الذي يؤكد على ما كتبه "كلمة بكلمة" ولا تراجع عنه مهما اشتدت الحملات والضغوط، "فنحن نعيش منذ التسعينيات ولغاية اليوم في جو إعلامي ساهمَ في صناعته داعمو النظام السوري السابق وأتباع حزب الله المهيمن على الجو الإعلامي في البلد، ومن هنا حملات الترهيب والتخوين والقتل والاغتيالات، محاولين بذلك ترهيب الناس".

وحول ما أورده عن "جيش لحد"، يتمسك سركيس بما قاله "الى أقصى الحدود من أنه "جيش لبناني" وما يعزّز قوله هذا بيانات وزارة الدفاع الوطني ورئاسة الجمهورية اللبنانية في عهد الرئيس الياس سركيس، فما حدث وقتذاك معروف وكيف هاجم "دواعش" ذلك الزمن الشيعة قبل المسيحيين والدروز والسنّة، فجيش لحد أُنشئ على يد الضابط سعد حداد بأمرٍ من الدولة اللبنانية وكانت عناصره تتقاضى رواتبها وحقوقها كاملة من الدولة، علماً بأن هذا الجيش تُرك لمصيره المجهول في العام 1976.

أبواق الممانعة حاولت على مدى السنوات الماضية تشويه نضال أهل الجنوب وحقهم بالحياة والصمود وهم لذلك دفعوا فاتورة باهظة، على ما يؤكد سركيس الذي سأل عن أربعة الآف لبناني في إسرائيل لا أحد يعرف لماذا لا يزالون هناك، في الوقت الذي نكّل فيه عملاء سوريا وإيران في الداخل بالشعب اللبناني أكثر مما فعله من وصفوا "بعملاء إسرائيل"، فجيش لبنان الجنوبي كان يدافع عن أرضه وعرضه وقراه، علماً أن نسبة الملتحقين بهذا الجيش بلغت 60 الى 70 في المئة من الشيعة والمسلمين وليس صحيحاً أنه كان "جيشاً مسيحياً".

في ما يختص بما حدث في السويداء مؤخراً من أحداث وأهوال وما قاله وئام وهاب وكيف "هلّل" كثرٌ للضربات الإسرائيلية على سوريا والتي قابلها سكوت مريب من قبل الممانعين، لا يمكن تصنيف الناس بـ"عميل بسمنة وعميل بزيت" ولا يمكن اعتبار أن هناك كلاماً مقدساً لمجرد أنه صادر عن محور الممانعة، ورغم ذلك لم تتحرك الدولة اللبنانية، من هنا إذا حاول أحدهم أن يصحح مسار التاريخ هناك مَن سيعتبره خائناً وعميلاً، علماً أن هذا "المخوِّن" هو الخائن والعميل، فما حدث لأهل الجنوب في العامين 1975 و1976 وسقوط ثكنات الجيش في مرجعيون وضرب الدولة من الداخل والاستعانة بغرباء عن الوطن، كل هذا بفعل خونة وعلاء.

وفي سياق متصل، أشار سركيس الى أن النائب البطريركي العام على الأراضي المقدسة المطران بولس صياح كشف مراسلات إبان التحرير في العام 2000، من دون أن ننسى ما قاله رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، وزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الأراضي المقدسة في العام 2014.

سركيس أعاد التأكيد أنهم "مهما حاولوا التخوين فنحن أصحاب هذه الأرض وكل كلمة نقولها نتمسك بها، فهم العملاء والخونة وجماعات اليسار الحاقد المنتهي الصلاحية وجماعات الممانعة التي تحاول "تظبيط" الأوضاع هنا وهناك مجربين حيثية جديدة لهم، بدل مراجعة مراسلات وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية ليعرفوا ما هي القصة وماذا حدث.

الزميل سركيس ختم بالقول "أمام كل ما يحصل وكل حملات التخوين نقول كل تخوينكم وترهيبكم لا ينفعان فقد سقطتم والحق بدأ بالظهور ولا أحد يستطيع طمس الحقائق ولا يستطيع حزب البعث السوري وحزب الله حكم لبنان كما من قبل، فستظل الحقائق تظهر والحقيقة ستقال مهما كان الثمن، وحملات التخوين لا تنفع لأن "الزمن تغيّر"، عليهم القبول بذلك على ما يقول سركيس، لأن ما من أحدٍ أعطاهم حق تخوين الآخرين، فنحن أصحاب هذه الأرض وهذا الوطن ونعلم جيداً من هو "الوطني" ومن هو "العميل والخائن"، فسياسة التخوين المهيمنة "غب الطلب" منذ أربعين عاماً لن نسمح لها بالاستمرار مهما كان الثمن".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: