عكست تغريدة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول، حول يوم الصلاة والوحدة الخاص بلبنان لكي يظهر وجهه مجدّداً وينهض من أزمته، مدى عمق وخطورة الأوضاع في لبنان، والتي قفزت بسرعة من التأزّم إلى الإنهيار الشامل، الأمر الذي استدعى تدخلاً من الكرسي الرسولي، للقيام بمحاولة إنقاذ تبدأ من الفاتيكان، حيث يجتمع رؤساء الكنائس المسيحية اللبنانية اليوم، ولا تنتهي باتصالات يقوم بها البابا فرنسيس شخصياً مع عواصم القرار الغربية، من أجل حماية لبنان وكيانه ووجوده ودوره في المنطقة، عبر الحؤول دون استغلاله كورقة تفاوض على طاولة التسويات الجارية حالياً، والتي تعمل خلالها هذه العواصم على إعادة رسم خارطة المنطقة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه أوساط ديبلوماسية أن اللقاء اليوم هو مؤشّر على الإهتمام الكبير الذي يوليه الفاتيكان للبنان، فإن مقرّبين من بكركي يكشفون أن البابا فرنسيس قد استشعر خطورة ما يمرّ به المسيحيون وجميع اللبنانيين من أزمات تهدّد حياتهم اليومية، وهي مرتبطة بخسارة الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية، ولذا، فهو قد أعلن ما يُشبه حال طوارىء خاصة بلبنان، من خلال يوم الصلاة على نيته، على أن تتخلّله نقاشات موسّعة لأوراق العمل التي حملها كل رئيس كنيسة مسيحية لبنانية، والتي سيتم بنتيجتها إصدار توصيات خاصة تحمل الخطوط العريضة للحلول المنشودة سياسياً وإجتماعياً وصحياً وتربوياً، وذلك على قاعدة التعايش بين كل اللبنانيين من كل الطوائف، وصولاً إلى تأمين مقوّمات الصمود في لحظة الإنهيار المتسارع الذي تشهده الساحة اللبنانية.
ومن ضمن هذا السياق، يتحدّث المقرّبون من بكركي عن أن الإهتمام الدولي، كما العربي بلبنان، وبمساعدته على تسوية أزمته السياسية الحادة وتسهيل تشكيل حكومة إنقاذية قد تراجع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ويشيرون إلى أن الكرسي الرسولي قد استشعر إرتدادات هذا الإهمال، ولذا بادر إلى إجراء إتصالات مع رؤساء دول وقيادات في مقدمها الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو ما أعاد الملف اللبناني إلى دائرة الإهتمام وذلك، على قاعدة عدم جرفه في عاصفة التغييرات الحاصلة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، كانت الإلتفاتة الواضحة في اللقاء الأخير في باريس بين وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية جان إيف لودريان وأنتوني بلينكن نحو الأزمة اللبنانية، والتأكيد على وجوب تشكيل حكومة فاعلة تنهض بالبلاد وتوقف الإنهيار.
