تجميد الحيوانات المنوية.. "بيزنس" بمليارات الدولارات 

sperm

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة هيومن ريبرودكشن ابديت (Human Reproduction Update) تراجعاً في متوسط أعداد الحيوانات المنوية لدى البشر حول العالم بأكثر من 50% خلال النصف قرن الماضي، وهو ما يهدد التكاثر البشري عالمياً، لذلك خلال العقد الأخير انتشرت مراكز تجميد الحيوانات المنوية في المنطقة العربية وعالمياً، وتُلقي "النهار" الضوء على حجم تجارة تجميد الحيوانات المنوية، وأسباب انتشار مراكز الخصوبة وتجميد الحيوانات المنوية عالمياً، والطفرة التكنولوجية التي أدخلتها الشركات الناشئة في هذا المجال، وأبرز البلدان المنتشرة بها بنوك الحيوانات المنوية

أظهرت الدراسة انخفاضاً في أعداد الحيوانات المنوية بنسبة تزيد قليلاً عن 1% سنويًا بين عامي 1973 و2018، وخلصت الدراسة إلى أن متوسط عدد الحيوانات المنوية على مستوى العالم انخفض بنسبة 52% بحلول عام 2018، وذلك بعد فحص نحو 3,000 دراسة سجلت عدد الحيوانات المنوية للرجال ونشرت بين عامي 2014 و2020، وفق سي إن إن. 

حجم سوق بنوك الحيوانات المنوية 

وتُقدر قيمة سوق بنوك الحيوانات المنوية بـ 5.92 مليار دولار عام 2025، وسط توقعات بنموها إلى 7.04 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 3.53%، بدعم من تطور التكنولوجيا والطلب المستدام في ظل انخفاض جودة الحيوانات المنوية عالمياً، خصوصاً أن العديد من العسكريين المعرضة حياتهم للخطر ومرضى الخصوبة والسرطان أصبحوا يفضلون تجميد حيواناتهم المنوية. 

ومن عوامل توسع سوق بنوك الحيوانات المنوية خصوصاً في آسيا وأميركا الشمالية ومؤخراً في الشرق الأوسط، أن التحسينات التكنولوجية وانتشار الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال مثل شركة "ليغاسي" (Legacy) تُسهم في رفع معدلات بقاء الحيوانات المنوية بعد الذوبان لأكثر من 86% مقارنةً بنسبة 60-70% لبروتوكولات التجميد البطيء القديمة، ومع تطور بروتوكولات التجميد توقعت الأبحاث تراجعاً في تكاليف التشغيل مستقبلاً تتراوح بين 40% و60%، وفق مؤسسة موردور إنتليجنس (Mordor Intelligence) الهندية لأبحاث السوق. 

يقول دكتور شريف باسل حسين، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، لـ"النهار" إن بنوك الحيوانات المنوية موجودة بالفعل في المنطقة العربية منذ 10 سنوات تقريباً، وعالمياً منذ أكثر من ذلك، وأشهرهم (California Cryobank) في الولايات المتحدة، و(London Sperm Bank) في بريطانيا، و(Cryos International) في الدنمارك والولايات المتحدة، أما في المنطقة العربية يوجد مركز (Sunrise IVF Center) بمصر، ومستشفى الملك فيصل التخصصي في السعودية، ومركز فقيه للإخصاب في الإمارات، ومركز حمد الطبي في قطر

تجميد الحيوانات المنوية بين الحلال والحرام 

وأوضح باسل أن تجميد الحيوانات المنوية مسموح به ومنتشر في المنطقة العربية ومحلل شرعاً وقانوناً، ولكن المُجرّم قانوناً وحرام شرعاً هو التبرع بالحيوانات المنوية للغير، مشيراً إلى العديد من الحالات التي تحتاج لتجميد حيوانات منوية مثل العسكريين المعرضة حياتهم للخطر، أو مرضى ضعف الخصوبة، ومرضى السرطان، ففي هذه الحالة يمكن تجميد الحيوانات المنوية للشخص لسنوات عدة. 

وأكد استشاري أمراض النساء والتوليد والعقب أن التطور التكنولوجي لبروتوكولات التجميد أدى إلى نجاح عمليات التخصيب بعد ذوبان عينات الحيوانات المنوية بنسبة تقترب من 90%، وذلك بفضل الطرق المبتكرة في تخزين ونقل العينات بطرق آمنة. 

وقال إن دخول الشركات الناشئة بقوة في مجال تجميد الحيوانات المنوية أدى إلى انخفاض تكلفة تجميد العينات من معدلات تتراوح بين 7 إلى 10 آلاف دولار في السنة، إلى أسعار تتراوح بين 100 إلى 150 دولار سنوياً، فاليوم لا تحتاج سوى لهاتف ذكي للاتصال بمركز الخصوبة وطلب إرسال علبة مؤمنة تحتوي على مادة (نيتروجين سائل) لحفظ العينة، ثم وضع العينة، وإرسالها مرة أخرى عبر البريد أو مندوب التوصيل. 

أطول فترة لتجميد الحيوانات المنوية 

وفي السياق نفسه قالت دكتورة هدى النمر، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، لـ"النهار" إن كل بروتوكول لتجميد الحيوانات المنوية له مدة زمنية محددة، وتتراوح المدد الزمنية من 10 إلى 30 عاماً، وربما لفترة أطول بشرط التخزين الصحيح للعينات في النيتروجين السائل عند درجة حرارة بنحو 196- درجة مئوية. 

تحذير من المراكز المشبوهة  

ولفتت النمر إلى وجود العشرات من مراكز الخصوبة الخاصة التي لديها بنوك لتجميد الحيوانات المنوية خصوصاً في الدول العربية، ولكن المراكز المعتمدة والموثوق فيها هي قليلة جداً ومشهورة، لذلك يتطلب من كل شخص تحري الدقة والسؤال عن بنك الحيوانات المنوية وسمعته وسابقة خبرته قبل التعامل معه وإيداع العينات لديه. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: