"القوات": زياد الرحباني العبقري الذي غيّر وجه الفن اللبناني 

Doc-P-804840-638643485123483013_564852

صدر عن الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: 

ببالغ الأسى والحزن تلقّينا نبأ وفاة الفنان الكبير زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض. 

لا شكّ في أنّ الرحباني كان من عمالقة الفن اللبناني، بل من الذين كتبوا بأحرفٍ من ذهب تاريخ الفن، بفضل موهبته الاستثنائية وعبقريته الإبداعية، تلحينًا وغناءً وتمثيلاً وتأليفًا مسرحيًا. 

هو فنانٌ موهوبٌ اشتهر بألحانه التي مزجت بين الشرق والغرب بوعيٍ وخصوصيةٍ لافتة، تُدركها الأذن من الاستماع الأول، وتبقى عالقةً في الذاكرة، كما تميّز بمسرحياته السياسية الساخرة التي سلّطت الضوء على الواقع السياسي والاجتماعي بأسلوب فكاهي راقٍ، يُبرز معاناة الناس اليومية، ويُعبّر عن نبض الشارع. وقد شكّل مدرسةً فنيةً متفرّدة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر. 

وُلد في الأوّل من كانون الثاني 1956 في مدينة أنطلياس، وهو نجل السيدة نهاد حداد (المعروفة باسم فيروز)، أيقونة الغناء العربي، والموسيقار الكبير عاصي الرحباني

تلقّى زياد تعليمه في مدرسة "الجمهور" للآباء اليسوعيين، حيث برزت موهبته الموسيقية منذ سنّ مبكرة، بفضل البيئة الفنية التي نشأ فيها. 

أول ألحانه كان عام 1971، وهو في الخامسة عشرة من عمره، لأغنية "ضلك حبيني يا لوزية"، التي أدّتها الفنانة هدى حداد (خالته) في مسلسل "من يوم ليوم". 

وفي عام 1973، حين كان والده في المستشفى، قدّم زياد أول لحن لوالدته فيروز، فكانت أغنية "سألوني الناس"، التي لاقت نجاحًا ساحقًا، وأدهشت الجمهور بعمقها الموسيقي رغم صغر سنّ ملحّنها، واعتُبرت من أجمل أغاني المدرسة الرحبانية. 

ظهر زياد على المسرح للمرة الأولى في مسرحية "المحطة"، بدور شرطي، ثم في "ميس الريم" (1975) في الدور نفسه، كما وضع موسيقى مقدّمة المسرحية، التي أذهلت الجمهور بتجديدها الفني. 

بدأت تجربته المسرحية الخاصة حين طُلِب منه تقديم نص جديد لإحدى الفرق اللبنانية، فكانت أولى مسرحياته: "سهرية"، وتوالت بعدها أعماله التي اتخذت الطابع السياسي-الاجتماعي الناقد، بأسلوبٍ ساخر وسلس، منها: نزل السرور (1974)، بالنسبة لبكرا شو؟( (1978، فيلم أميركي طويل (1980)، شي فاشل (1983)، بخصوص الكرامة والشعب العنيد (1993). 

ومن أشهر ألبوماته:"إلى عاصي" (1978)، "بما إنّو" (1992)، مونودوز (2001) و"ماشي الحال" (2015). 

لحّن أيضًا عددًا من الأغاني لوالدته فيروز، من أبرزها: "كيفك إنت"، "ولا كيف"، "عودك رنان"، و"قهوة"، وكانت تلك التجربة بين الأم والابن من المحطات المؤثرة في مسيرته. 

على الصعيد الشخصي، تزوّج من السيدة دلال كرم، وله منها ابن واحد، ثم انفصلا لاحقًا. ورغم تحفظه على حياته الخاصة، إلا أنّها كانت حاضرة دائمًا في أعماله، التي حملت شيئًا من الحنين، والتعب، والغضب. 

سنشتاق إلى هذا الفنان المتعدّد المواهب، وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدّم الدائرة الثقافية بأحرّ التعازي من عائلة الرحباني الكريمة، ومن والدته السيدة فيروز، أطال الله في عمرها. 

وسيبقى لقب "العبقري" ملازمًا لاسم زياد الرحباني، ولو توالت الأجيال... حتى انقضاء الدهر. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: