طوى جورج إبراهيم عبدالله صفحة ٤١ عاماً في السجون الفرنسية ثمن خياره توسّل العنف الدموي في كفاحه في سبيل "القضية الفلسطينية" عبر مشاركته على الأراضي الفرنسية بإغتيال ملحق عسكري أميركي وديبلوماسي إسرائيلي ومحاولة إغتيال قنصل أميركي، منتهكاً إستقرار دولة إستقبالته وسيادتها.
عاد امس الى بيروت وعاش لحظة "السكرة" بنوستالجيا نضاليّة ولكن اليوم يوم آخر ومع إنتهاء همروجة الإستقبالات ستأتي "الفَكرة" حتماً في الايام المقبلة.
"ب لا زعل"، جورج عبدالله دفع ثمن ممارسة قناعاته بطريقة خاطئة وعلى حساب إستقرار دول وسيادتها وكان "حطب القضية". أسئلة عدة تفرض نفسها، فهل يجرؤ على طرحها:
- هل مفاعيل عمليات الاغتيال التي شارك بها على مسار ومصير القضية الفلسطينية تستحق سنوات شبابه وتلف ٤١ عاماً؟
- اين رفاق الدرب وبعضهم أضحى Gauche caviar، كان ينعم برفاهية وترف الحياة في فرنسا والغرب ويكدس الثروات فيما هو قابع في سجونها؟
- اين "جمول" التي تكفل "حزب الله" بتصفيتها؟ أين اليسار العلماني والحزب الشيوعي اللبناني أصبح يمثل أقلية داخل البيئة اليسارية وإنتهى به الامر جزءاً من "عدة شغل" مشروع مذهبي إيراني؟
- اين "ابو انيس" جورج حاوي وسمير قصير وغيرهما ممن شاطروه "القضية الفلسطينية"، من ضيّق عليهم وهددهم علناً قبل إغتيالهم؟
- أين اضحت "القضية الفلسطينية" بعد إتفاق أوسلو؟ هل يجب ان يكون المرء "والياً أكثر من الوالي"؟!
- ألا تستحق منه بلدته القبيات إعتذاراً لأنه كان يقاتل في صفوف من حاول إقتلاعها من أرضها؟ أليس إحتضانها الإنساني لعودته مقابل رفضها إستغلال المناسبة لجعلها منبراً لـ"كوفية" غب الطلب لمشاريع طائفية سياسية على حساب الواقع الإنساني الفلسطيني رسالة واضحة له؟
- هل يستوعب الواقع القائم وحجم المتغيرات ام يكّرر تجربة سمير قنطار الذي خرج ليعلن "تشييعه السياسي" فأضحى من "عدة شغل" "حزب الله" الذي وفر له الاحتضان المعنوي والمادي وساهم حتى في مشروع زواجه وانتهى "سعيداً" حين إغتالته إسرائيل في سوريا للحد من دوره الأمني والعسكري في الجولان؟