تحدث الممثل اللبناني بديع أبو شقرا بشفافية لافتة عبر برنامج "عندي سؤال" مع الإعلامي محمد قيس على قناة ومنصة "المشهد"، حيث تناول مواضيع متنوعة تشمل الفن، الشغف، والسياسة.
في هذا الصدد، أكّد بديع أبو شقرا خلال "عندي سؤال" أنّه رغم الاعتقاد السائد بأن الألم والتجارب الصعبة هي التي تعلم الإنسان، أعاد بديع النظر في هذا الرأي قائلاً: "يمكننا أن نتعلم من الفرح، ولا يجب أن يكون الألم دائمًا هو الوسيلة الوحيدة للنمو والتطور".
وعندما سُئل عن أهم النعم في حياته، اختصر بديع الإجابة بالوعي ووجود أشخاص طيبين حوله، مشيرًا إلى أن تفكيره النقدي وعدم تقبله للمسلّمات هي من أهم النعم التي يمتلكها. كما أشار إلى أن الحب غير المشروط من المقربين يشكل نعمة كبيرة بالنسبة له.
أما عن الأمور التي يشعر بنقصها، فأكد بديع أن الشغف هو ما يفتقده أكثر، خاصةً الشغف الذي كان يرافقه في أيام دراسته الجامعية وبدايات مسيرته المهنية: "الشغف الذي كان يحركني خفّ اليوم، رغم أنه مرهِق لكنه ضروري". وأرجع غياب الشغف إلى الضغوط الحياتية والاحتياجات المالية التي فرضتها الحياة. ورأى أن المال أصبح هو المقياس الأساسي ، حتى في التعليم والعمل وأشار قائلًا: "نحن ندرس لنجد وظيفة، لا لنتعلم. نختار المكان الذي يوفر المال وليس الذي نحبه".
وأبدى رفضه القاطع لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الفن، وقال: "حاولت أن أتأقلم مع السوشيال ميديا، لكن لم أستطع. حاولوا إقناعي، لكني فشلت".
وفيما يتعلق بانتمائه السياسي، أوضح بديع أبو شقرا أنه أدرك لاحقًا أن الانتماء السياسي الحقيقي يجب أن يقوم على برامج ومشاريع تخدم الشعب، وليس على شعارات جوفاء أو انتماءات طائفية ودينية ضيقة.
ورغم الحروب والأزمات التي شهدها لبنان، شدد بديع أبو شقرا على أنه لم يترك بلاده، رغم حيازته على جواز سفر كندي. لم يكن يعرف السبب الدقيق لتمسكه بالبقاء، لكنه يؤمن بضرورة التواجد والعمل من أجل إصلاح وطنه. وقال: "لا نريد الاستقالة، بل نريد أن نظل حاضرين ونعيش في المكان الذي نحبّه."
وفي حديثه حول المشاركة في الفعاليات الدولية التي قد تتواجد فيها إسرائيل، رفض بديع أبو شقرا خيار الانسحاب كوسيلة للاحتجاج، مفضلاً بدلاً من ذلك المشاركة والمواجهة بالحوار والكلمة بدل الهروب. وأشار إلى أن القوانين التي تمنع مثل هذه المشاركات بحاجة إلى إعادة نظر وتحديث. وعندما سُئل عن تحقيق السلام مع إسرائيل، استنكر أبو شقرا هذا الاحتمال بشدة.