تشهد قرية برخيل التابعة لمركز البلينا في محافظة سوهاج، جنوب مصر، سلسلة حرائق غامضة أثارت ذعر السكان، بعد اشتعال النيران فجأة في عشرات المنازل دون سبب واضح.
وبحسب روايات الأهالي، اندلعت النيران في نحو 25 منزلاً خلال أيام، ما أدى إلى خسائر كبيرة في الممتلكات، شملت الأثاث والطيور والحيوانات التي يعتمدون عليها في معيشتهم. وتحدث بعض السكان عن "قوى غير مرئية" أو "أعمال من الجن" تقف وراء هذه الحوادث، في ظل غياب تفسير علمي حاسم حتى الآن.
الأزهر يدخل على الخط
استجابةً للحدث، أوفد مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف وفدًا رسميًا إلى القرية، برئاسة مدير عام وعظ سوهاج الشيخ الضبع محمد أحمد، وبدعم من الأمين العام للمجمع الدكتور محمد عبد الدايم الجندي.
وأوضح الدكتور محمود أبو جوهر، أحد أعضاء الوفد، أن الزيارة هدفت إلى تقديم الدعم النفسي، والاستماع إلى شهادات السكان وتوثيقها، تمهيدًا لرفع تقرير شامل إلى شيخ الأزهر. وأضاف: "دعونا الأهالي إلى التمسك بالعلم ورفض الخرافات التي تؤدي إلى مزيد من الهلع ولا تفسر الوقائع".
هل الغاز هو السبب؟
من الناحية العلمية، أشار الدكتور شهاب عمر، أستاذ الكيمياء والخبير السابق بالأدلة الجنائية، إلى احتمال أن يكون غاز الميثان هو المسبب الرئيسي، حيث يتكوّن نتيجة تحلل المخلفات الحيوانية والزراعية داخل أو بجوار المنازل، وقد يشتعل بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف: "شهدنا حوادث مشابهة سابقًا، مثل اشتعال مجرى مائي في محافظة القليوبية، وظنه السكان حينها مرتبطًا بزواج من الجن. وجود الجن حقيقة دينية، لكن لا يجب أن يكون التفسير الأول لأي ظاهرة غير مفهومة".
الأمن يحقق... والكهرباء في دائرة الاتهام
أمنيًا، أكّد مصدر في مديرية أمن سوهاج أن التحقيقات الأولية ترجّح أن الحرائق ناجمة عن خلل في التوصيلات الكهربائية داخل بعض المنازل، التي تم تركيبها بطريقة عشوائية، مشيرًا إلى أن محاضر رسمية حُرّرت وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
دعم حكومي للمتضررين
من جهته، كشف مصدر في محافظة سوهاج أن هناك توجيهات من المحافظ لوضع خطة استجابة سريعة، تشمل وزارات التضامن الاجتماعي والصحة والتموين، بهدف دعم العائلات المتضررة. وأكد أن بعض المنازل المحترقة لا تحتوي على مواد عضوية أو قابلة للاشتعال، ما يُبقي الغموض قائمًا حول أسباب هذه الظاهرة.