كتب شادي هيلانة في موقع LebTalks:
لم يعد في الأمر لبس.. السلاح غير الشرعي بات عبئاً قاتلاً على الكيان اللبناني، وأيلول المقبل هو لحظة الحسم. هكذا وصف مسؤول سياسي رسمي، في تصريحات خاصة لموقع "LebTalks" المرحلة المقبلة، قائلاً إن "شهر أيلول لن يكون محطة حوار، بل نقطة انفجار إذا لم يُسلّم حزب الله سلاحه بالكامل، ومن دون شروط".
التحذير الصريح الذي أطلقه هذا المسؤول يندرج ضمن تصعيد غير مسبوق في اللهجة الدولية تجاه لبنان، وتحديداً تجاه "حزب الله"، الذي لم يعد يُنظر إلى سلاحه كمجرد قضية داخلية، بل كمصدر تهديد إقليمي ودولي، وكمفتاح لفك أو تفجير الوضع اللبناني برمّته.
واشنطن، وفق المعلومات التي حصلت عليها موقعنا، أقفلت كل أبواب التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورفضت مقترحاته المتعلقة بحل تدريجي أو ضمانات متبادلة. الرسالة كانت واضحة: لا حديث عن الجنوب، ولا عن إعادة الإعمار، ولا عن النازحين، قبل إنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي بشكل كامل ونهائي.
المسؤول ذاته شدّد في تصريحه على أن "زمن التمديد والمراوغة انتهى، وأي تلكؤ من قبل الحزب في أيلول سيفتح الباب أمام تطورات ميدانية قد لا تُبقي حجراً على حجر في لبنان".
التحول في الموقف الدولي لم يعد قابلاً للتأويل. السلاح لم يعد خطاً أحمر، بل صار هدفاً معلناً. وحتى "التهدئة" التي كانت مطلوبة سابقاً، لم تعد مطروحة. الضغوط الدولية بلغت ذروتها، ولبنان بات محاصراً بمعادلة قاسية: إمّا تفكيك الميليشيا المسلحة، أو مواجهة حرب شاملة قد تُنهي ما تبقى من الدولة.
في المقابل، لا يزال الحزب تمسك بشروطه القديمة – وقف العدوان، عودة النازحين، إعمار الجنوب، والاستراتيجية الدفاعية. لكن حتى هذه الشعارات لم تعد تُقنع أحداً، بل تُعتبر دولياً محاولة مكشوفة لتكريس واقع السلاح بالقوة.
رسائل الغارات الإسرائيلية والردود المحدودة من الجنوب ليست سوى مقدمة. الجميع يستعد للأسوأ، والرهان على الوقت صار انتحاراً وطنياً.
المسؤول نفسه ختم حديثه بتحذير أخير: "لبنان أمام فرصة وحيدة لإنقاذ نفسه في أيلول. بعدها، الأمور لن تُحل في الصالونات، بل على الأرض. وكل من يعتقد أن الأمر مجرد تهويل... سيندم متأخراً".