ديمة قندلفت عن زياد الرحباني: رحل من حمل وزر أفكارنا

Screenshot 2025-08-01 135850

رغم نجوميتها الساطعة، لا تحب ديمة قندلفت الضوضاء. تؤدي عملها، فنها، تُبدع وتنسحب إلى مساحتها الخاصة. تحتفظ بمواقفها كإنسانة، في هامش بين التلميح الحقيقي المسؤول والتصريح الفعّال بعيداً من الاستعراض.

سمحت النجمة السورية لـ"النهار" بدخول شيء من "مساحتها الخاصة"، وربما اقتحام حزنها الوجداني وخسارتها الشخصية برحيل زياد الرحباني، في اتصال يُشبه الراحل، فيه من النوستالجيا ما يُشبه كاسيتات مسرحياته، ومن الحقيقة ما يماثل أحاديثه، ومن الألم ما لا يكفي، وحسرة وشعور بالخسارة بين رفع السماعة وإغلاقها، فكيف لا تستعيد كلمة "آلو" اتصالاته "العبثية" في "نزل السرور" و"بالنسبة لبكرا شو" و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد"... وماذا عن "كيفك؟" التي تذكرّنا فعلاً أننا "لسنا بخير"...

تتساءل قندلفت بحرقة عن أي زياد تتحدث الموسيقي، الكاتب، المؤلف، المسرحي، المناضل، المفكر، الناقد الساخر، العبقري، وكيف يمكن اختصار من شكّل ظاهرة متفردة بذاتها؟ أو عن الابن الآتي من سماء فيروز في هذه التراجيديا السوداء حد الظلم والظلام حيث ننحني لآلامها، أو عن الإنسان الوحيد الذي شاغب الجميع، وتمرّد بين السماء والأرض بكل ما يؤمن به، فكان الأكثر حرية فعلاً على مدى عقود.

وتضيف بمزيج من الغضب والآسى: "لعلنا فقدنا الأجرأ، خسرنا من ألقينا على عاتقه وزر أفكارنا وقضايانا، ليصرخ بما كتمناه. كم يُشبه خذلاننا برحيله، هذا التيه العام الذي نعيشه في غربة نفوسنا عما تريد في أوطانها وأبسط تفاصيلها، وكأن وفاته جمعت كل خيباتنا لتكون عنواناً لها في يأسه، فأطفأ الأمل، ورحل في زمن لا يشبهه ولا يشبهنا، نحن المعترين في هذه الأرض".

وتشير إلى ما تراه نوعاً من "الإعجاز في الإنجاز": "كمن يمسك عصا موسى بيديه، استطاع تحويل الكلمة العادية واليومية إلى أغنية وموسيقى، وأحاديث آنية إلى استشرافات مستقبلية لا ننتهي من فك رموزها رغم تلقائيتها، وحرب من المحظورات والمحرمات إلى مسرحية لا يُغلق ستارها مع انتهاء العرض، وهو الآن يحول الغياب إلى خلود، إذ اختار الذهاب إلى الموت بكل التعب الذي حمله، حتى هذا الحق كان خياراً حراً حتى النفس الأخير".

وتختم: "لا يوجد ما يكفي للعزاء، كما لا يوجد أثقل على قلوبنا من ذلك الوشاح الأسود على هامة السيدة فيروز، ولكني أعرف أن الموت قد يُنهي حياةً، لا علاقةً كتلك التي بناها زياد معنا، أو ربما نحن بنيناها معه، ما امتعنا وأفادنا به يوماً، لا يُمكننا خسارته أبداً. كل ما نُحبه بعمق يُصبح جزءاً منّا".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: