اعرب أهالي بلدة العريضة الحدودية في محافظة عكار شمال لبنان، عن قلقهم من أن تغمر المياه منازلهم وحقولهم، بسبب السد الذي أقامته وزارة الأشغال العامة عند مصب النهر الكبير في البحر، في ظل عملية الترميم الموقت الذي تجرته لإعادة فتح معبر العريضة الحدودي بين لبنان وسوريا، وذلك تسهيلاً لحركة العبور للسيارات السياحية وحافلات الركاب.
ونظّم الأهالي اعتصاماً رمزياً عند مدخل المعبر الحدودي، حيث أشار عدد من المتحدّثين منهم إلى أن عملية الترميم الموقت التي تمت لإعادة فتح معبر العريضة عطّلت بشكل شبه نهائي حركة مراكب صيد الأسماك عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، الأمر الذي خلق إرباكات كبيرة لدى أبناء البلدة الذين يعتاشون من مهنة صيد الأسماك إذ اضطروا لإرساء مراكبهم خارج حرم مرفأهم الصغير، مما كبّدهم أعباءً وتكلفة كبيرة عليهم.
وكشف المتحدّثون عن خوفهم الكبير مع اقتراب موسم الشتاء من فيضان مجرى النهر الكبير، بعدما سدّت أجزاء كبيرة من منافذ تسرّب مياهه بفعل عملية الردميات التي حصلت عند الجسر الذي هدّمته الطائرات الإسرائيلية مع انتهاء حربها الأخيرة على لبنان.
ولفتوا إلى أن كميّات مياه النهر الكبيرة وقوة اندفاعها ستؤدّي حتماً إلى ارتفاع منسوب المياه على نطاق واسع، ما يعني حكماً غمر المياه بالدرجة الأولى لبلدتهم العريضة ومن ثم لكل الحقول والأراضي السهلية الواقعة على امتداد مجرى النهر في العريضة والسماقية وحكر الضاهري، وهذا يعني أيضاً بحسب الأهالي تحويل هذه المساحات الكبيرة بكاملها إلى بحيرة ضخمة.
إلى ذلك، ناشد المعتصمون الجهات الرسمية المعنية، لاسيما وزارة الأشغال العامة والنقل، للمبادرة سريعاً إلى إيجاد حلول عاجلة على بعد أشهر من موسم المطر، ضناً بحياة الأهالي وممتلكاتهم في العريضة وباقي القرى والبلدات الواقعة عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، مشدّدين على أن تحرّكهم سيكون تصاعدياً في حال لم يلحظوا أي استجابة رسمية لمطالبهم.