ليليان شعيتو أصبحت رمزاً للألم والصمود بعد انفجار مرفأ بيروت، وقصتها مع ابنها هزّت الرأي العام اللبناني والعربي، وجعلت من وجعها قضية إنسانية بامتياز.
أصيبت ليليان بجروح خطيرة في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020. عانت من إصابة دماغية حرجة أفقدتها الوعي، وأدخلتها في غيبوبة طويلة. لكن الألم الأكبر لم يكن فقط صحياً، بل إنسانياً وعائلياً، فبعد إصابتها، حُرمت ليليان من رؤية ابنها الصغير علي، الذي كان لا يتجاوز العام وقتها. والسبب؟ طليقها، الذي رفض السماح للطفل بزيارة والدته رغم حالتها الصحية الحرجة.
على مدى عامين، بقيت ليليان تصارع وحدها، تستعيد وعيها ببطء، وتقاتل لتعيش، فيما كانت تُمنع من رؤية ابنها. هذه المعاناة خلقت تعاطفاً شعبياً واسعاً، وأطلقت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "خلوها تشوف ابنها"، للمطالبة بحق ليليان برؤية طفلها.
في آب 2022، وبعد ضغوط إعلامية وشعبية كبيرة، تحققت الأمنية أخيراً: التقت ليليان بابنها علي للمرة الأولى منذ الانفجار. دخل الطفل غرفتها، وركض إلى حضنها، وسط دموع العائلة والحاضرين، في مشهد مؤثر هزّ قلوب الجميع. كانت لحظة اختلط فيها الوجع بالفرح، والانتصار على الظلم بالعاطفة الأمومية الصافية.
قصة ليليان ليست فقط عن أم وابنها. هي قصة عن امرأة أصبحت ضحية الإهمال والظلم والانفجار والإقصاء الأبوي. قصة تلخّص المآسي اللبنانية في وجهها الأكثر وجعاً: الانفجار، النظام الأبوي، القوانين الظالمة، والصراع من أجل الكرامة والعدالة.
ليليان اليوم تتابع علاجها، ببطء، لكنها لا تزال تقاوم. وأملها الأكبر؟ أن ترى ابنها يكبر أمام عينيها، ويعرف أنها لم تتخلَّ عنه يوماً، بل كانت ضحيةً مثل كثيرين في وطن لا يرحم.