أشار المحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب إلى أن طرح حزب الله بانسحاب إسرائيل أولًا، وإعادة الإعمار، وإطلاق الأسرى، هو طرح سياسي لا يعكس الواقع الحالي في لبنان، معتبرًا أن موازين القوى تغيّرت بشكل كبير، ما يجعل الشروط التي يضعها الحزب منفصلة عن حقائق الميدان والقدرة السياسية اللبنانية.
وأكد أبو صعب أن لبنان اليوم في وضع ضعيف، على عدة مستويات، أبرزها:
- فشل الحزب في إجبار إسرائيل على الانسحاب بالقوة؛
- العجز في مواجهة الحرب الإسرائيلية الأخيرة؛
- عدم قدرة الدولة اللبنانية أو حزب الله على تنفيذ عملية إعمار حقيقية؛
- التمسك بالسلاح على حساب إنقاذ الوطن والدولة والناس.
ورأى أن طرح شروط سياسية من دون سحب السلاح يعمّق الأزمات الوجودية في لبنان، خصوصًا في ظل الانهيار المتسارع في الاقتصاد والمعيشة والمالية العامة.
ولفت إلى أن الرهان على انسحاب إسرائيل كشرط أولي قد يعني تعليق مصير وطن بأكمله في الفراغ والانتظار، بينما يزداد الانهيار الداخلي. وقال: "هل يمكن للدولة أو للحزب نفسه أن ينهض بعملية إعمار متكاملة؟ الجواب واضح: لا".
وختم أبو صعب بأن الخروج من الحلقة المفرغة يبدأ بحسم موضوع السلاح خارج الدولة، معتبرًا أن كل طرح يتجاهل هذا المبدأ هو "وصفة لتعميق الحصار والانهيار، والمزيد من العزلة الدولية والإقليمية."