الويل والثبور وعظائم الأمور

7ezeb

كتب الدكتور شربل عازار:

عندما يختلف مكوّن حزبي في الوطن، مهما بلغ حجم "بيئته الحاضنة"، اختلافاً استراتيجياً مع سياسة ومصلحة الدولة ومصلحة معظم الشعب، فما الحلّ؟

هل هو بالعصيان أَم باحتلال البلد والسيطرة على أزقّته وشوارعه واستعادة مرحلة من الماضي لم تفضِ إلّا الى تكريس الانقسام في البلد بين فئة مُهَيمِنَة وفئة مُهَيمَن عليها، وبين فئة مسلّحة حتى النخاع وفئة منزوعة السلاح حتى العظم؟

لقد وَلَّدَ هذا التصرّف، في "اليوم المجيد"، شعوراً عميقاً بالإحباط وعدم المساواة على كافة المستويات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعسكريّة، شعوراً لا يزال يَنخُر في اللاوعي الجماعي عند مكوّنات هذا الوطن.

دار الزمن دورته الكاملة وأتت حرب "الإسناد" الأخيرة بالأهوال والويلات على لبنان عامة وعلى "البيئة الحاضنة" خاصة، وهي التي خَسِرَت آلاف المقاتلين وخسرت الصفوف الأولى والثانية والثالثة من قيادات "حزب الله" وعلى رأسهم الأمين العام التاريخي الذي لا قدرة لا على استنساخه ولا على إعادة خلق الظروف التي جعلت منه أسطورة عند عاشقيه.

سمعنا خطابات، وشاهدنا فيديوهات من أبناء "البيئة الحاضنة"، قيادات كانوا أم نواباً أم إعلاميّين أم مؤيّدين، وبوجوه مكشوفة، خطابات يخرجون فيها عن "الأدب" السياسي بوجه رئيس الجمهوريّة والجيش والحكومة، مستعملين لغة الويل والثبور وعظائم الأمور، أي لغة التهويل على الآخرين.

سؤال عفوي "لحزب الله" و"للبيئة الحاضنة"، لو وضعتم أنفسكم مكان أكثر مِن ثلاثة أرباع الشعب اللبناني الذي يُطالِب بالخروج من جهنّم ويطالب بالدولة وبالعدالة وبالمساواة بين جميع أبناء هذا الوطن، هل تقبلون أن يأتي الردّ عليكم بالتخويف والتخوين والتهويل؟

هل تقبلون أن يكون هناك في بلدكم مَن هو أعلى مرتبة ومقام منكم، وأن تكونوا درجة ثانية في وطنٍ أنتم ساهمتم في إنشائه ليضمّ جميع مواطنيه على كامل مساحته الجغرافيّة؟

نتفّهم أنّكم "بيئة" وضعها السلاح والعقائد والولاءات الخارجيّة في مكان ما فوق السحاب فأصبح من الصعب العودة بها الى الأرض،

ولكن عليكم تفهّم أنّ باقي فئات الشعب اللبناني خرجت من خوفِها وإرباكِها ولن ترضى بأقلّ من دولة تكون فوق الجميع، ويتساوى الكلّ تحت خيمتها وخيمة دستورها وقوانينها بحماية جيشها الأوحد الأحد،

فكيف الخروج من هذا النفق؟

كل الأديان ترفض الطغيان، فلنتقِ الله ونُبعِد الشرّ الخارجي والداخلي عن لبنان وشعبه.

ألم يرِد في الحديث النبوي الشريف: "لا يؤمِن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه؟ أوَ لسنا أخوة في المواطنة؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: