لا يزال قرار الرئيس المكلف سعد الحريري بالإعتذار محاصراً بالتحليلات السياسية من كل الإتجاهات، أي من الخصوم والحلفاء، والأنظار تتجه الى ما سيُرافق هذا الأسبوع من حدث إيجابي، سيتبلور خلال تقديم الرئيس الحريري تشكيلة جديدة من 24 وزيراً الى رئيس الجمهورية، تتماشى مع مبادرة الرئيس نبيه بري المنطلقة من المبادرة الفرنسية، خلال زيارته اليوم قصر بعبدا، بحسب ما أعلن ليلاً مصدر في تيار المستقبل، مع إمكانية أن يتغيّر الموعد.
لكن ووفق المستجدات، وفي حال وافق الرئيس عون على التشكيلة، مع أنّ ذلك مستبعد، فالإنفراج سيكون في طريقه الى لبنان، لكن كل الكواليس تشير الى أنّ الأجواء السلبية تحاصر الأوضاع السياسية، مع ما يرافق ذلك من تداعيات على لبنان واللبنانيّين.
الى ذلك، وعلى خط الرافضين لقرار الإعتذار، هنالك دول تشدّد على تولّي الرئيس الحريري مهمة التكليف، على الرغم من أنها شاقة وصعبة جداً، في هذه الظروف الكارثية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، وفي طليعتها روسيا ومصر، بعد دعوتهما له الى التريّث لمزيد من المشاورات، علّها تفيد وتزيل الشروط الموضوعة أمام التشكيلة الحكومية، مع الإشارة الى أنّ الرئيس المكلف سيزور القاهرة غداً للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار جولة مشاورات ومساندة سياسية، وقراءة للمرحلة والموقف الذي يمكن أن يتخذه، مع تلقيه دعم من الجانب الروسي، بحيث جدّدت موسكو أيضاً دعمها لتشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري، وذلك خلال اتصال بين الأخير ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مما يعني أنّ تكليفه مُرّحب به من دولة عربية فاعلة وأخرى غربية فاعلة بقوة، ما يستبعد فرضية الإعتذار التي ينتظرها العهد ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهذا سيمنع الحريري من تقديمها لهما على طبق من فضة، خصوصاً بعد عودة حرب البيانات قبل أيام ، بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، والتي تخطت المعقول بحيث حوت كلمات متبادلة لم نشهدها من قبل، إذ كان التصعيد في ذروته ضمن بيانات الطرفين، والإتهامات المتبادلة بالعرقلة وخراب البلد.
في غضون ذلك، نقلت أوساط تيار المستقبل، بأنّ الرئيس الحريري سيرفع خطاب سقفه عالياً في الايام القليلة المقبلة في حال قرّر الإعتذار، وعندها ليتحمّل الطرف الآخر كل ما إقترف في حق لبنان، وأوصله الى هذا الدرك وسلسلة الإنهيارات التي تتوالى يومياً، لأنها من مسوؤلية العهد وفريقه، وخصوصاً رئيس “التيار” الذي يُبدي مصالحه الخاصة وطموحه الرئاسي، على مصلحة لبنان واللبنانيين .
