مع أن الأزمات التي توحّد اللبنانيين لا تُعد ولا تُحصى إلا أن الأزمة الكبرى “مالئة دنيا اللبنانيين وشاغلة الناس” فعلياً، هي أزمة إنقطاع الأدوية.
ففي الوقت الذي تعاني فيه الصيدليات من شحّ كبير في الأدوية ونقص حليب الأطفال و إرتفاع ثمنه، شهدت مواقع التواصل الإجتماعي وتطبيق الواتساب في الإونة الأخيرة، خصوصاً بعد وفاة الطفلة جوري السيّد حملات كبيرة، ومجموعات تضم عدداً كبيراً من المواطنين يحتاجون إلى تأمين دواء مع أطباء أو صيادلة أو أصحاب جمعيات ممن يساعدون في تأمين الأدوية لمن يريدها، أو حتّى إعطاء إستشارة طبية لتأمين بديل للدواء المطلوب.
عدا عن ذلك، يشارك المغترب اللبناني في محاولة تأمين وإرسال الأدوية المزمنة المقطوعة في البلد، في سعي منه لتخفيف ضغط الأزمات على أهله في لبنان.
مرة أخرى، يتوحّد اللبنانيون، كما في جريمة ٤ آب، ليساعدوا بعضهم بعضاً في أوقات صعبة وعصيبة تمر عليهم جميعاً، ومن خلالها يظهر معدن اللبناني الحقيقيّ بعيداً عن المناكفات والفتن والطائفية، وما تفرزه الطبقة الحاكمة من سموم تنتشر رائحتها النتنة في أرجاء البلد كافة.
