بعد قمة ألاسكا.. ردود فعل عنيفة في واشنطن

trump-poutine

عاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى واشنطن وسط ردود فعل سياسية عنيفة بسبب طريقة تعامله مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعدما فشل في تنفيذ تهديده بـ"عواقب وخيمة" إذا رفض سيد الكرملين الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وعاد ترامب إلى العاصمة، بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات في ألاسكا يوم أمس الجمعة، وهو أول اجتماع لبوتين مع رئيس أميركي منذ غزو روسيا لأوكرانيا على نطاق واسع في عام 2022، مدعياً أن بعض التقدم قد أحرز نحو التوصل إلى تسوية.

لكن القتال استمر على جبهة أوكرانيا، وحتى في بعض الأوساط المؤيدة له، تعرض الرئيس الأميركي لانتقادات بسبب معاملته لبوتين معاملة خاصة من دون أي نتائج واضحة.

 وأعرب بيل أورايلي، المعلق المحافظ، عن أسفه لعدم تحقيق "مكاسب ملموسة" من القمة. وقال: "في هذه المرحلة، يتعين على الرئيس زيادة الضغط الاقتصادي. الوقت ليس في صالح السيد ترامب".

كما أشاد ليندسي غراهام، السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا بترامب، لمقابلته الزعيم الروسي، لكنه قال إن أفضل سيناريو الآن هو وقف إطلاق النار "قبل عيد الميلاد بوقت طويل."

وفي تصريحات موجزة للصحافة عقب الاجتماع، أشار بوتين إلى أن الرئيسين توصلا إلى اتفاق - مشيراً إلى "اتفاقات" قال إنها نقطة انطلاق لحل "القضية الأوكرانية" وتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

فيما لم يذهب ترامب إلى هذا الحد، إذ أشار إلى أنهما اتفقا على "العديد والعديد من النقاط"، لكن النتيجة النهائية التي توصل إليها الرئيس الأميركي كانت: "لا يوجد اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

إلى ذلك، لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق على مضمون المحادثات، لكن الديموقراطيين كانوا قد بدأوا بالفعل في انتقاد الرئيس.

من جانبه، قال جاك ريد، كبير الديموقراطيين في لجنة القوات المسلحة: "أنا أؤيد المشاركة النشطة والديبلوماسية. الجميع يريد السلام، لكن صنع السلام يجب أن يتم بمسؤولية".

أضاف: "لم يعجبني الاستقبال الحافل الذي حظي به بوتين أو الإشارة التي أرسلها ترامب بترحيبه بالتصفيق. وأعتقد أن الجميع فوجئوا قليلاً بعدم وجود تفاصيل وبالمؤتمر الصحفي غير التقليدي الذي أعقب الاجتماع".

بدوره، لفت مايك كويغلي، الديموقراطي عن ولاية إلينوي: "لقد فرش ترامب السجادة الحمراء لبوتين - حرفياً - وخرج بوتين بضوء أخضر لمواصلة غزوه".

كما قال براين فيتزباتريك، عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا، إن الوقت قد حان للتوصل إلى استنتاج واحد، مضيفاً: "هذه الحقيقة البسيطة لا تزال قائمة: لا يمكن تحقيق الأمن الحقيقي والدائم إلا مع حلفائنا - والأهم من ذلك مع أوكرانيا - على طاولة المفاوضات".

من ناحيتها، أشارت منظمة "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة فكرية غير تدخلية في مجال السياسة الخارجية، إلى أن هناك تقدماً في الاجتماع لكن الواقع يعمل ضد جهود ترامب.

أما جينيفر كافاناغ، مديرة التحليل العسكري في المنظمة، فرأت: "من المرجح أن يستمر القتال لبعض الوقت، حيث لا يوجد لدى بوتين أي حافز لإنهاء الحرب بينما يتمتع بميزة عسكرية، خاصة وأن خطوط الجبهة الأوكرانية تبدو على وشك الانهيار في بعض الأماكن."

وفي السياق نفسه، فقد تحدث ترامب إلى شون هانيتي، مقدم برنامج على قناة "فوكس نيوز"، قبل مغادرته ألاسكا، لكنه بدا منزعجاً من أسئلته، قائلاً إنه يتمنى لو لم يوافق على المقابلة، مشيراً إلى أنه كانت هناك مناقشة وبعض نقاط الاتفاق مع بوتين حول قضايا حاسمة مثل تبادل الأراضي والضمانات الأمنية لكييف، لكنه لم يذكر تفاصيل.

وبالنسبة لمؤيدي أوكرانيا، وبالنظر إلى تصريحات ترامب الأخيرة حول تبادل الأراضي، "كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ."

كذلك، كتب مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق في روسيا، على "اكس": "ألاسكا لم تكن يالطا 2. هذه هي الأخبار الجيدة. لكن هذا مستوى منخفض جداً... بالنسبة لترامب، يبدو أن النتيجة مخيبة للآمال".

في حين لفت ترامب، الذي قدّم نفسه على أنه خبير في إبرام الصفقات وصنع السلام قبل القمة، إلى أنه قد يضطر إلى التراجع في المفاوضات، في اعتراف بأن جهوده قد تصل إلى حدها الأقصى، لافتاً لـ"فوكس نيوز": "الآن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي لإنجازه".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: