تباشر ليا سلامة، الصحافية البيروتية المولد، بدءاً من مطلع الشهر المقبل، عملها الجديد مقدّمةً لنشرة أخبار الثامنة مساء في القناة التلفزيونية الفرنسية الرسمية. إنها النشرة الأهم، إذ يتابعها في المعدّل 5 ملايين مُشاهد. ويأتي اختيار سلامة لهذه المهمّة تتويجاً لمسيرة أثبتت فيها كفاءتها وجدارتها في المنافسة، فضلاً عن أنه نقلة مغايرة تقلب صفحة المذيعات الشقراوات اللواتي سبقنها إلى تقديم النشرة طوال العقود الماضية.
وليا (45 عاماً)، واسمها الأصلي هلا، هي ابنة وزير الثقافة غسان سلامة، قالت في مقابلة مع مجلة "باري ماتش" إنها كانت تبلغ 5 أعوام حين انتقلت أسرتها للعيش في فرنسا. وقد تردَّدت وواجهت شكوكاً كثيرة قبل قبولها تقديم النشرة المرموقة.
أضافت: "أنا مؤمنة. دخلت الكنائس، واستشرت أرواح أمواتي الأعزاء لكي يبعثوا لي بإشارة. فلم أكن أحلم بهذا الموقع، لأنّ شيئاً في داخلي كان يقول لي إن فرنسية أصيلة أجدر بتقديم النشرة. بينما أنا عربية كاثوليكية، وشريكة حياة رجل يهودي، ولست شقراء بعينين ملوّنتين". ثم جاءتها الإشارة فيما تصفه بأنه "اصطفاف للكواكب" حسم تردّدها، وأقنعها بقبول المهمّة".
تُوصف ليا سلامة بأنها ذات طموح لا حدّ له. وقد جمعت حولها خلال مسيرة صعودها معجبين، وأيضاً حاسدين، ومشكّكين. أما هي فتقول في حديثها للمجلة إن 3 أحداث أساسية أسهمت في صياغة شخصيتها: الأول حرب لبنان التي طبعت طفولتها، والثاني اعتداء 11 \ أيلول 2001 حين كانت قريبة من الموقع في نيويورك، والثالث التفجير الذي استهدف مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، وكاد يودي بحياة والدها الذي كان آنذاك مستشاراً لكوفي أنان.
تعترف سلامة بأنها تدين بكثير لوالدَيْها. فقد تعلّمت من أبيها التطلّع نحو الأفضل، والشغف بالنجاح، والاستقلال المادي. كما أخذت عن والدتها ماري بوغوصيان، الأرمنية المولودة في حلب بسوريا، البهجة والمزاج الرائق، وأن كلّ شيء سيسير على ما يرام. وبناءً على ذلك يترقّب الجمهور الفرنسي، ومعه الوسط الإعلامي، حلول الصحافية اللبنانية في كرسي: "نجمات الأخبار"، مع توقّعات بأن تضيف إلى التقديم المحايد والتقليدي لمسة شرقية دافئة، كما هي عادتها في البرامج السياسية التي سبق أن نجحت فيها.
استبقت ليا سلامة تدشين النشرة بظهور كبير على غلاف "باري ماتش"، إذ بدت مرتاحة وضاحكة، تركب دراجة هوائية كأنها ذاهبة للتسوّق، مرتدية بلوزة قطنية بيضاء بسيطة، وسروالاً عريضاً أحمر، وحذاء رياضياً. وهي صورة تُخالف ما اعتادت عليه صحافيات التلفزيون من أناقة رسمية، وتوحي بأنّ وراءها حملة ترويج ذكية ومدروسة، مع نصيحة من زميل تثق به: "قلِّمي أظفارك، ولكن كوني كما أنت".