أشار إعلام إسرائيلي، اليوم الجمعة، إلى أن الجيش الإسرائيلي يخطط لهدم الأبراج التي ما زالت قائمة في مدينة غزة، في إطار خطته لإعادة احتلال المدينة، على غرار سياسة التدمير الواسع الذي ألحقه بمدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وقالت صحفية "يديعوت أحرونوت" إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة سيحاكي "جوانب عملية عربات جدعون، بما في ذلك إنشاء طرق عسكرية جديدة حول مدينة غزة، وعلى الأرجح على الطرق الرئيسية، إلى جانب عمليات هدم واسعة النطاق للمباني، كما حدث أخيراً في رفح وخان يونس".
أضافت: "في شرق خان يونس، على سبيل المثال، هدم لواء المظليين أكثر من 2000 مبنى يراوح ارتفاعها بين ثلاثة وأربعة طوابق، مستهدفاً منازل مرتبطة بالمسلحين أو تُستخدم للوصول إلى الأنفاق"، بحسب الصحيفة.
وتابعت: "تُشكل الطبيعة الحضرية لمدينة غزة، على عكس خان يونس أو بيت حانون الأقل ارتفاعاً، تحدياً فريداً، حيث لا تزال العديد من المباني الشاهقة (من 10 إلى 15 طابقاً) المتضررة قائمة في الأحياء الغربية للمدينة".
وزعمت "يديعوت أحرونوت" أنه "يمكن أن تؤوي هذه المباني فرقاً مضادة للدبابات وقناصة ونقاط مراقبة تابعة لـ"حماس"، أو تخفي شبكة أنفاق واسعة".
وعلى مدى أشهر الحرب، ركز الجيش الإسرائيلي على تدمير المنازل المكونة من عدة طوابق والأبراج السكنية العالية بغزة.
كما قالت الصحيفة: "سيتطلب تدمير هذه الهياكل كميات هائلة من المتفجرات ومعدات هندسية ثقيلة، بعضها مُهترئ من جراء 22 شهراً من الحرب".
وأكملت: "يعتمد الهجوم البري، الذي يُرجّح تأجيله حتى أيلول المقبل، على إجلاء حوالي مليون غزي جنوباً، وهي مهمة معقدة تعتمد على تعاون الأمم المتحدة. وتتضمن المرحلة التالية من القتال قيام القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي بترجمة المفهوم العملياتي إلى خطط عملية، مع تطويق الألوية الأولية لمدينة غزة من جميع الجهات، والتقدم تدريجيًا نحو مبانيها الشاهقة الغربية".
كما ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تلقوا أوامر استدعاء، ليبدأ بعضهم بالخدمة أوائل سبتمبر" المقبل.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه صادق على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة، وهدّد بتحويل المدينة إلى مصير مشابه لرفح وبيت حانون.
ويذكر أن في 8 آب الحالي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، حيث اعتمدت بأغلبية الأصوات ما وصفتها بـ"المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي "نزع سلاح الحركة، إعادة جميع الأسرى الأحياء والأموات، نزع السلاح من القطاع والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيداً عن حماس والسلطة الفلسطينية".
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة.