أداء براك "ديبلوماسي بامتياز".. وتعبيره أعطى الإعلام "الممانع" مادة مشروعة

BARRAK

لم يمرّ مؤتمر المبعوث الأميركي توم براك في بيروت مرور الكرام. فمن القصر الجمهوري في بعبدا، سرق تعبير واحد خارج السياق الأضواء، حين وصف براك حالة بعض الصحافيين في القاعة بـ"السلوك الحيواني"، ما أثار موجة استياء واسعة وفتح الباب أمام الإعلام، لا سيما "الإعلام الممانع"، لاستغلال الحدث ومهاجمة الرجل.

مصادر مطّلعة تحدثت لموقع Lebtalks رأت أن "الطريقة التي عبّر بها براك، حتى وإن كانت تحمل نفاد صبر أو انزعاجاً مشروعاً من الفوضى داخل المؤتمر، تبقى غير مقبولة من ديبلوماسي بهذا الحجم، خصوصاً في بلد حساس كلبنان، حيث للكلمة وزن مضاعف". وأضافت المصادر أن "الصحافيين، مهما كان سلوك بعضهم مهنياً أو غير منظم، يحتفظون بحقهم في طرح الأسئلة، ولا يمكن إلغاء هذا الحق أو التقليل من شأنهم جماعياً بسبب موقف معين أو لحظة توتر".

لكن في المقابل، لم تُنكر المصادر أهمية الأداء السياسي والديبلوماسي لبراك، ووصفت مقاربته لملف السلاح بأنها "الأكثر وضوحاً وفعالية منذ سنوات"، مؤكدة أن "ما طرحه من خطوات تدريجية تبدأ بحصر السلاح بيد الدولة، ونزع ذرائع حزب الله، خصوصاً في ما يتعلق بالبيئة، كان لافتاً ومباشراً ويعبّر عن نقلة نوعية في الخطاب الأميركي تجاه لبنان".

وتابعت المصادر: "براك لعبها هذه المرة بنَفَس نابليوني، بتوازن بين الحزم والرسائل المشفّرة، مع كثير من الواقعية، من دون التورط في لغات خشبية أو وعود فارغة".

في هذا السياق، يرى مراقبون أن براك ربما لم يُحسن التعبير لحظة انفعاله، لكنه في الجوهر قدّم طرحاً وصفه بعض الديبلوماسيين بـ"الأورويلي" بمعناه الإيجابي: إدارة الحقيقة وتقديمها بصراحة في زمن التشويش، مع حفاظه على خطاب واضح تجاه الداخل اللبناني والمجتمع الدولي في آنٍ واحد.

وفيما تتسابق بعض المنصات الإعلامية على مهاجمة المبعوث الأميركي على خلفية "الزلة اللفظية"، يبدو أن صلب الورقة الأميركية لم يلقَ ما يكفي من التغطية أو التحليل، رغم أنها تضمنت للمرة الأولى لغة قابلة للتطبيق ومقترحات تصادمية سلمية تُمهّد لحوار داخلي حول السلاح والمركزية الأمنية.

وختمت المصادر بالقول: "التعبير كان خاطئاً، نعم. لكنه لا يُلغي حقيقة أن براك قدّم مقاربة تعتبر من الأقوى ديبلوماسياً منذ سنوات، وهي مقاربة تحتاج إلى نقاش وطني لا إلى تشويش إعلامي فقط".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: