في ظل استمرار التصعيد السياسي والدسبلوماسي في المنطقة، وانشغال الداخل اللبناني بالتحولات المتسارعة على أكثر من جبهة، يبرز موقف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم كمحاولة لتثبيت معايير وطنية واضحة في التعامل مع الضغوط الخارجية، في هذه المرحلة الحساسة.
وفي حديث خاص إلى موقع "LebTalks"، رأى النائب هاشم أن زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان لم تخرج عن السياق التقليدي، ولم تأتِ بأي طروحات يمكن البناء عليها. وقال: "ما أعلنه دولة الرئيس نبيه بري عن غياب أي تقدّم حقيقي في المفاوضات يعكس بدقة واقع اللقاءات، فالاقتراحات التي تم طرحها لا تنطوي على عناصر جديدة، ولا تعبر عن نوايا إيجابية، بل جاءت سطحية ومخيبة، والأخطر أنها كانت بعيدة كل البعد عن أبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية، كما تجلّى في تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك، والتي شكّلت إساءة مباشرة لكل اللبنانيين، وليست لفئة أو جهة بعينها، وهو أمر مؤسف ومرفوض جملةً وتفصيلًا".
وأشار هاشم إلى أن لبنان لن يقبل أي إملاء من أي جهة كانت، مشددًا على أن "المعيار الأساس لأي طرح يجب أن يكون المصلحة الوطنية العليا، وفق رؤية الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لا وفق مصالح أو أجندات خارجية".
وفي ما يخص خطة سحب السلاح، أوضح هاشم أن "الجيش لم يقدّم بعد أي مسودة أو رؤية متكاملة بهذا الخصوص"، معتبرًا أن "الحكم على الخطة لا يمكن أن يتم قبل الاطلاع على مضمونها، شرط أن تأخذ في الحسبان التوازن الوطني ومصالح كل المكونات اللبنانية، وألا تكون مفروضة أو موجّهة من أي طرف".
العلاقة مع "حزب الله"
وفيما يتعلق بعلاقة حركة "أمل" بالحزب، نفى هاشم ما يتم تداوله عن خلافات أو شرخ بين الجانبين، مؤكدًا أن "العلاقة ما زالت قائمة على أسس التفاهم السياسي والاستراتيجي، والتفويض لا يزال ساريًا"، مشيرًا إلى أن "كل ما يُحكى في الإعلام عن تصدّع أو خلافات، هو مجرد محاولات لتضليل الرأي العام ولا يعكس حقيقة الواقع داخل الثنائي الشيعي".
السلاح... ثابتة غير قابلة للمساومة
أما على صعيد ملف سلاح الحزب فرغم المساعي الأميركية لتقليص نفوذ الحزب، لا تزال المواقف الرسمية الصادرة عن إيران تعبّر عن دعم واضح لهذا السلاح، بوصفه شأناً سيادياً لبنانياً، وكان لافتًا ما قاله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مؤخرًا، حين أكد أن "قرار السلاح هو قرار لبناني صرف، ويعود للحزب وللدولة اللبنانية مجتمعة"، ما يشير إلى أن هذا الملف لا يزال بعيدًا عن أي تسوية.
